اشتداد المنافسة الانتخابية في الزرقاء والمهرجانات سمة مكررة

تشتد المنافسة في الزرقاء بين المرشحين لعضوية مجلس النواب السادس عشر والهرولة باتجاه الناخبين من خلال تكثيف اللقاءات والاتصالات وطرح البرامج وتوزيعها خاصة بعد صلاة الجمعة وامام صالات الافراح وعلى زجاج السيارات, ويدخل ماراثون السباق الانتخابي في محافظة الزرقاء بألويتها وأقضيتها الخمسة نحو العبدلي حيث مجلس النواب السادس عشر من خلال (85) مرشحا يخوضون المعركة الانتخابية من بينهم (12) مرشحا سبق ان كانوا أعضاء في المجالس السابقة, وهناك عشرة نواب يعيدون الكرة من المجلس الخامس عشر المنحل, لا بل ان أحد المرشحين في الدائرة الاولى عن المقعد المسيحي سبق له أن فاز في كل المجالس النيابية من (89-2007) وهناك (13) مرشحة تطمح بالنيابة والبعض من السيدات تدخل المعركة وفي أجندتها الفوز بالمقعد بدون كوتا.

ويهدف المرشحون من تواصلهم في الايام الاخيرة التي تسبق موعد التصويت الى تقييم فرصهم بشكل دقيق وسط تباين الخريطة الانتخابية خاصة في مركز المحافظة وفي الدوائر الاولى والثانية حيث التركيبة السكانية التي يصعب معها التكهن بتوجهات الناخبين يوم الاقتراع وهذه الايام يزداد الوضع سخونة من خلال اللقاءات التي تستمر حتى ساعات الصباح الباكر فالمرشحون يواصلون لقاءاتهم دون ملل أو كلل مع طروحاتهم المتكررة التي حفظها الناخبون عن ( ظهر غيب) والتي لا تختلف كثيرا عن البيانات الانتخابية أو اليافطات المعلقة.

رغم انتشار عشرات الالاف من الصور واليافطات والشعارات والبعض منها كان مخالفا للمنظر العام والوجه الحضاري بسبب تشويه صورة جدران بعض الابنية المدرسية والمؤسسات الحكومية فان المتابع للشأن الانتخابي في محافظة الزرقاء سيلمس فتورا جماهيريا في التعامل مع الحدث ويعزو المراقبون هذا الامر الى أداء النواب الضعيف في الدورات السابقة وغيابهم عن القواعد الشعبية وبعض النواب أصبح يلهث خلف مصالحه الشخصية الضيقة على حساب القاعدة الشعبية, مبينين ان نسبة المشاركة في الانتخابات وافرازات العملية الديمقراطية ستكون محكومة بعوامل عشائرية وهناك غزو لرجال المال والتجار والتي ستؤثر في عمليات الافرازات النيابية, هذه المؤشرات يرى المراقبون بأنها ستحد من المشاركة الشعبية لا بل ان نسبة المشاركة ستكون متدنية وتوازي النسب في الدورات البرلمانية السابقة.

ورافق عملية الحملات ظاهرة اتلاف اليافطات والخربشة على الصور التي كانت عبارة عن مسلسل يومي وسوء طالع رافق بعض المرشحين,ومن أبرز الاحداث التي حصلت خلال مرحلة الدعاية الانتخابية اصابة شاب ثلاثيني بصعقة كهربائية عندما كان يحاول تعليق اليافطات والصور لاحد المرشحين على برج كهرباء الضغط العالي حيث ادخل على اثرها مستشفى الزرقاء الحكومي, كذلك تم توزيع بيانات ومنشورات ساخنة ومخلة ومسيئة بحق أحد مرشحي حزب التيار الوطني بالدائرة الاولى تناولت سيرته الشخصية والعملية عندما كان يعمل رئيسا لاحدى المؤسسات الاهلية حيث كثفت الاجهزة الامنية جهودها في البحث عن مصدر هذه البيانات والقائمين على توزيعها.

في هذه الانتخابات يرى المواطنون ان المنسف البلدي يغيب عن المشهد النيابي في ظل حضور كبير ( للكنافة ) التي كانت سيدة الموقف ويتم توزيعها عند افتتاح المقرات الانتخابية واقامة المهرجانات الخطابية, وعلل متابعون للشأن الانتخابي أن ارتفاع سعر كيلو اللحم البلدي الذي وصل الى (10) دنانير قلل وغيب عن مشهد المناسف البلدية التي كانت حاضرة في المواسم الانتخابية السابقة.

مجرى الشعارات والانتخابات في الزرقاء سارت ضمن مقرات ومهرجانات تحظى بحضور بعض المؤازرين الذين لا يحق لهم التصويت سيما وان غالبية القاطنين في مدينة الزرقاء يعودون الى دوائرهم الانتخابية الرئيسية خاصة في دوائر البادية الثلاث ودوائر محافظات الجنوب ودوائر محافظات الشمال وكانت هناك المطالبات من وزارة الداخلية بضرورة فتح مراكز اقتراع للاصوات المهاجرة والتخفيف عليهم رحلات السفر الى محافظاتهم الام البعيدة عن مدينة الزرقاء يوم الانتخابات.

وكان خلال الشهر الماضي رأي الشارع الزرقاوي بهذا العرس الديمقراطي فكانت الاراء ان المال الانتخابي الذي جاء بطرق ملتوية سيسخر لخدمة بعض الاشخاص وهو المسيطر على مجريات الساحة الانتخابية فغابت الكفاءات والشخصيات التي تتبنى العمل العام, لان الكفاءات لا تملك الاموال لتسيير دفة السفينة الترشيحية وسيحل محلها نواب يمثلون مصالحهم الضيقة

ويرى اخرون ان هناك مرشحين ينظرون للنيابة من جانب استثماري لان الكراسي ستحرر المصالح والمشاريع سيما وان هناك مرشحين تصل تكاليف حملاتهم الانتخابية أكثر من الراتب الذي سيتقاضاه خلال خدمته في مجلس النواب, وحسب مراقبين ان معدل انفاق المرشحين وصل الى مبالغ مادية هائلة لكن لم تقدم أي منها لصالح العمل العام.