الحبس شهرين ضد الزميل ماجد الخواجا بسبب مقالتة " عصابة الاعلام في الاردن

القاضي رامي الطراونه اصدر حكما بحبس الزميل الكاتب ماجد الخواجا لمدة شهرين بسبب مقالة كان قد كتبها بعنوان " عصابة الاعلام في الاردن" حيث بادر نقيب الصحفيين عبد الوهاب زغيلات برفع دعوى قضائيه ضد الزميل وشهد ضدة في المحكمة التي اصدرت هذا الحكم .



الخواجا كتب المقال التالي تعقيبا على قرار الحكم جاء فيه :



أصدر القاضي رامي الطراونة حكماً بالسجن شهرين بحقي في القضية التي رفعها كبير صحفيي الشرق الأوسط الأستاذ نقيب الصحفيين الأردني وانتبهوا جيدا للقب التالي: رئيس لجنة الحريات في اتحاد الصحفيين العرب.. وذلك إثر إصابة السيد عبد الوهاب الزغيلات بنوع من الاكتئاب الإعلامي وتدهور في الحالة المزاجية والنفسية بعد قراءته لمقالتي التي حملت عنوان (( عصابة الإعلام في الأردن))..



ويتابع العم الكبير في الصحافة الزغيلات أنه صدم وذهل من جراء تلك المقالة كما أفاد في شهادته أمام هيئة القاضي الموقر..



الآن حصلت على شهادة الشرف ونيشان الفخر ووسام النزاهة.. الآن لو حدث أن أدين كاتب في قضية يرفعها نقيب الصحفيين ورئيس لجنة الحريات في أي دولة لتم استثمارها ونشرها وتعميمها وتبنيها من قبل منظمات حقوق الإنسان وحريات الإعلاميين والدفاع عن الرأي. كان بإمكاني عند طلب إفادتي في القضية أن أطلب إثبات كتابتي للمقالة ونشرها.. لكن ليس فقط لأنني تحت القسم وأمام هيئة الحق العادل.. بل لأنني منسجم مع كل حرف ومفردة في تلك المقالة.. منسجم مع ما أهجس به وما أتبناه في كتاباتي..



منسجم مع عدم الخشية من أية خسارات، ليس لأنني بطل هذا الزمان، ولكن لأنه لم يعد بمقدوري أن أحتمل كل ذاك الفيض من المحبة التي يكتنزها الزملاء أو بعضهم.. لكل ذلك وغيره فقد أقريّت بما جاء في لائحة الإدعاء.



نعم أنا من تسبب للنقيب بالأرق وطيران النوم من عينيه..



أنا من تسبب للنقيب بالاكتئاب والانهيار العصبي والتدهور النفسي والتناقض المعرفي والتغييب الفكري..



أنا من تسبب للنقيب بكافة انواع الاضطرابات الوجدانية والعاطفية وكسر الخاطر..



أنا من اكتشف وجود فرّان عضو في النقابة.. وجود سائق تكسي عمومي عضو نقابة.. سائق قلاّب مالك صحيفة.. مراسل مالك موقع إخباري.. أنا من أشار لكل الأفاقين والكذابين والدجالين والعطارين الذين تفيض بهم أروقة الاوساط الإعلاميه..



أنا من حدد المبتزين الذين يتخندقون تحت ستار الوطنية أو الجرأة أو المهنية وهم اسوأ ما يمكن أن تعرفه الصحافة.. الآن أنا محكوم بشهرين شمسيين كاملين.. الآن فليهنأ بال الزغيلات هذا الطاهر النقّي البهي.. الآن يستعيد الزغيلات صحته النفسية ومعنوياته الزاهية..



الآن تنتصر الحريات في اتحاد الصحافة العربي.. الآن يستطيع أعضاء إدارة النقابة أن يصرّحوا بمدى حرصهم على حرية التعبير وصون سقف الرأي العالي.. شهران سجن.. شهادة عزّ وبطولة كانت أيام الأحكام العرفية كافية لتمنح صاحبها منصباً وجاهاً ومكانة وبطولة وقصصا تروى للأجيال ومآثر لا تعدّ ولا تحصى داخل المعتقلات.



الآن أضع قصة وكتاب حياتي الإعلامية كما حددتها الحكومات وأذنابها على النحو الآتي:

1-منعي من الكتابة في الصحف اليومية وآخرها جريدة الغد.

2-تقديم لائحة إدعاء ضدي من قبل نقابة الصحفيين.

3-الطلب المباشر بعدم تناول الحكومة بالنقد وخاصة الرئيس.

4-إجباري على الاختيار الكاذب بين الكتابة الصحفية وبين الوظيفة العامة.

5- أما المخفي أو المسكوت عنه لكنه الموجع فهو أدهى وأمرّ.



مع كل ما سبق فإنني سأبقى أحمل القلم بحبّ ولباقة ولياقة.. سأبقى ليس كشاهد العصر.. بل كالشاهد بين حبّات المسبحة.. سأبقى بكلمتي ومقالاتي.. وسيذهب عبد الوهاب إلى "حدائق التاريخ" ليغيب في النسيان من أجل مراجعة وتأمل تاريخه العريق الزاهي الذي لم يتلوث بأي شيءٍ مما يزعمه أمثالي بحقه.. سيرتدي الدشداشة القصيرة ويبقي بجانبه إبريق الوضوء حاملاً مسبحته حامداً شاكراً.. مبروك للزغيلات الحكم الصادر بحقي.. مبروك للصحافة الحرة.. مبروك للإعلام الأردني الديمقراطي