عودة الروح إلى بورصة عمان والمؤشر عند أعلى مستوياته منذ شهرين

واصلت بورصة عمّان إرتفاعها لليوم الثاني على التوالي مدفوعة بتحسن معنويات المتعاملين في السوق وإنتعاش أسواق المنطقة دفعت المؤشر العام لإسعار الأسهم الأردنية إلى أعلى مستوياته التي تم تسجيلها منذ الأول من شهر آب الماضي ليغلق مرتفعا بواقع 1.17% عند مستوى 2333 نقطة. وقد شهدت تداولات مطلع الأسبوع الحالي حراكا أيضا في إطار تنفيذ قرار رئيس الوزراء سمير الرفاعي تشكيل لجنة لتحفيز النشاط في بورصة عمان.



وانبثق عن قرار تشكيل اللجنة التي يرأسها نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر، تشكيل لجنتين فرعيتين، الأولى تقودها هيئة الأوراق المالية والثانية البنك المركزي. وستقدم اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الرئيسة التي يرأسها نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر المقترحات التي تم مناقشتها مع الجهات المعنية المختلفة الى اللجنة الأساسية حتى يتم صياغة توصيات تسهم في إعادة الثقة في التعامل في الأوراق المالية بطريقة منطقية وصحيحة.



و بدأت بورصة عمّان تشهد حاله من الإستقرار مع ميل واضح إلى الإرتفاع بعد ان شهدت عمليات بناء مراكز مالية خلال الاسبوع الماضي، بالإضافة إلى ان حجم التداول في بورصة عمّان بدأ يشهد تحسنا، خاصة وان اسعار الاسهم وصلت الى مستويات جاذبة للشراء.



وشهدت السوق اليوم أحجام وقيم تداولات مرتفعة مقارنة بالجلسات السابقة، لتصل إلى 30.1 مليون دينار. وكان مؤشر أسعار الأسهم المدرجة في بورصة عمّان قد أنهى جلسة نهاية الأسبوع الماضي على ارتفاع أيضا وبنسبة 0.67%، ليغلق عند مستوى 2306 نقطة. وبلغ حجم التداول الإجمالي حوالي 32 مليون. وواصل سهم حديد الأردن إرتفاعه متأثرا بإرتفاع الموارد الطبيعية في الأسواق العالمية، حيث شهد سهم الشركة اليوم تداولا نشطا دفعه إلى إلإرتفاع بواقع 3.2% ليغلق عند مستوى 2.25 دينار.



وبالرغم من حالة الركود المسيطرة في السوق المحلية، واصلت أسعار الحديد عالميا أرتفاعها خلال اليومين الماضيين. وكانت شركات الحديد المحلية قد رفعت أسعار تسليمات خلال شهر سبتمبر الماضي. وبالمثل، فقد إرتفعت اليوم أسهم شركتي الفوسفات الأردنية والبوتاس العربية بواقع 3.8% و 1.6% على التوالي، حيث جرى تداول نشط على سهم شركة الفوسفات الأردنية على وجه التحديد حيث تجاوزت قيمة التداولات 290 ألف دينار بقليل. وكانت الاسهم الاميركية قد إرتفعت في تعاملات نهاية الاسبوع عند الاغلاق الجمعة، مواصلة انتعاشها مع صعود أسهم قطاع الموارد الطبيعية، بعد بيانات اظهرت انتعاش قطاع الصناعات التحويلية في الصين. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي عند الاغلاق .41.6 نقطة أو 0.39% الى 10829 نقطة. وقد ارتفعت أسعار النفط أيضا الى 81 دولارا للبرميل يوم الجمعة لتسجل أعلى مستوى في سبعة أسابيع بعد أن عززت بيانات اقتصادية أمريكية وصينية أفضل من المتوقع الامال في انتعاش الطلب في أكبر مستهلكين للخام في العالم. وسجل الذهب مستويات قياسية يوم الجمعة للجلسة السادسة على التوالي مع تراجع الدولار لادنى مستوى في ستة أشهر مقابل اليورو في ظل تكهنات بمزيد من اجراءات تيسير السياسة النقدية في الولايات المتحدة عززت الطلب على المعدن النفيس. ولامس الذهب في السوق الفورية 1317 دولار للاوقية.



وشهد الأسبوع الأخير من الربع الثالث من هذا العام تداولات غير مستقرة في بورصة عمّان، وتأرجحت الأسعار صعوداً وهبوطاً دون اي اتجاه واضح، وزاد من عمق هذا التذبذب وجود تضارب في الأخبار المتعلقة بسهم قيادي في القطاع العقاري هو سهم شركة تعمير الأردنية القابضة، مما كان له الأثر البالغ على نفسية المتداولين، ما بين صدور خبر تعثر الشركة في الحصول على قرض وتعليق السهم عن التداول، وما بين نفي الخبر واعادة السهم الى التداول. وأنهت جميع مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية تعاملات الربع الثالث من العام الجاري 2010، على مكاسب جيدة، تراوحت نسبتها بين 15% و3%، ولم تسجل أي سوق خسائر، وذلك مع عودة المتعاملين مجدداً على حلبة التداولات، وإن كانت هذه العودة مشوبة بالحذر في بعض الأسواق، فيما كان الاتجاه الشرائي هو الغالب في البعض الآخر.



ودعم الاتجاه الصعودي للأسواق الخليجية مجموعة من العوامل، منها رخص أسعار الأسهم نتيجة للانخفاضات الحادة التي منيت بها الأسواق في الربع الثاني من العام الحالي، كما ساهمت توقعات المحللين الايجابية بشأن أرباح الشركات في الربع الثالث، في حفز المستثمرين على شراء الأسهم، إضافة إلى انتعاش أسعار النفط كان من بين العوامل التي أوجدت حالة من التفاؤل بشكل عام لدى المتداولين. وفي سياق آخر، أظهرت البيانات الاحصائية الصادرة عن بورصة عمّان أن البنك العربي احتل المرتبة الأولى في القيمة السوقية حتى نهاية شهر أيلول، حيث بلغت قيمته السوقية 5.3 مليار دينار. وجاءت شركة البوتاس العربية في المرتبة الثانية من حيث القيمة السوقية التي بلغت 2.6 مليار دينار ومن ثم بنك الاسكان الذي بلغت قيمته السوقية 1.8 مليار دينار. وبحسب البيانات، بلغت القيمة السوقية لشركة الاتصالات الأردنية 1.2 مليار دينار ومن ثم شركة مناجم الفوسفات التي بلغت قيمتها السوقية 1.05 مليار دينار.



أما البنك الأردني الكويتي ، فقد بلغت قيمته السوقية 359 مليون دينار و من ثم شركة الكهرباء التي بلغت قيمتها السوقية 298.5 مليون دينار. وقد بلغ حجم التداول الإجمالي ليوم الأحد حوالي 31.1 مليون دينار وعدد الأسهم المتداولة 27.6 مليون سهم، نفذت من خلال 7102 عقداً. وعن مستويات الأسعار، فقد ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم لإغلاق هذا اليوم إلى 2333.41 نقطة، بارتفاع نسبته 1.17%. وبمقارنة أسعار الإغلاق للشركات المتداولة لهذا اليوم والبالغ عددها 153 شركة مع إغلاقاتها السابقة، فقد أظهرت 89 شركة ارتفاعاً في أسعار أسهمها، و 43 شركة أظهرت انخفاضاً في أسعار أسهمها.



أما على مستوى القطاعي، فقد ارتفع الرقم القياسي قطاع الصناعة بنسبة 1.43%، وارتفع الرقم القياسي القطاع المالي بنسبة 1.10% ، وارتفع الرقم القياسي قطاع الخدمات بنسبة 0.71% وبالنسبة للشركات الخمس الأكثر ارتفاعاً في أسعار أسهمها فهي الدولية للاستثمارات الطبية بنسبة 5.00%، البركة للتكافل بنسبة 5.00%، درويش الخليلي و اولاده بنسبة 5.00%، مصانع الورق والكرتون الأردنية بنسبة 5.00%، و مدارس الاتحاد بنسبة 4.96%. أما الشركات الخمس الأكثر انخفاضاً في أسعار أسهمها فهي الجميل للاستثمارات العامة بنسبة 4.94%، الإحداثيات العقارية بنسبة 4.88%، فيلادلفيا لصناعة الأدوية بنسبة 4.85%، الانتقائية للاستثمار والتطوير العقاري بنسبة 4.76%، و سُرى للتنمية والاستثمار بنسبة 4.76%.



مازن إرشيد هو رئيس قسم الدراسات في الشركة المتحدة للإستثمارات المالية