Hayat Irbid Forum

منتدى حياة إربد يرحب بكم

و يا 100 مليون مرحبا

سارع الآن وسجل معنا وتمتع بخدماتنا

* إذا لم تصل رسالة التفعيل إلى البريد الإلكتروني ستقوم الإدارة خلال 24 ساعة بتفعيل الإشتراك *

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Hayat Irbid Forum

منتدى حياة إربد يرحب بكم

و يا 100 مليون مرحبا

سارع الآن وسجل معنا وتمتع بخدماتنا

* إذا لم تصل رسالة التفعيل إلى البريد الإلكتروني ستقوم الإدارة خلال 24 ساعة بتفعيل الإشتراك *

Hayat Irbid Forum

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Hayat Irbid Forum

أحلى تجمع عربي على النت

 

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تصويت

هل تحتفل بعيد الام
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) I_vote_rcap53%ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) I_vote_lcap 53% [ 8 ]
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) I_vote_rcap47%ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) I_vote_lcap 47% [ 7 ]

مجموع عدد الأصوات : 15

المواضيع الأخيرة

» سجل حضورك اليومي ب ( لا اله الا الله )
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty25/4/2023, 2:48 am من طرف HACK

» نقدم لكم اقفال ابواب عصرية وغريبة!
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty24/9/2015, 11:53 pm من طرف HACK

» البتراء
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty19/3/2015, 7:43 pm من طرف الغــــريب

» سحر غروب الشمس في صحراء الجزائر وسحر الجزائر
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty28/6/2014, 5:49 pm من طرف الغــــريب

» الأردن اولا وستبقى اولاٌ
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty28/6/2014, 5:43 pm من طرف الغــــريب

» أجمل 30 جملة قالوها عن الحب
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty13/5/2014, 9:49 am من طرف حسين العنوز

» برنامج لتسريع التحميل 4 اضعاف
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty8/3/2014, 5:08 pm من طرف honawael1

» زد حسناتك واقرأ هذا الدعاء
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty14/1/2014, 9:07 pm من طرف PRINC

» اجمل الصفات (رووووووووووووووووووووعة لكل الاجيال)
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty14/1/2014, 9:02 pm من طرف PRINC

» هل تعلمون؟ القاء تفاحة في القمامة يعني القاء 70 ليترا من المياه!
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty14/1/2014, 8:59 pm من طرف PRINC

» أحــبـبــتـكِ عـــمــراً ,,,
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty27/11/2013, 2:01 pm من طرف عقله ابو قنوه

» عضو جديد
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty27/11/2013, 1:11 pm من طرف عقله ابو قنوه

» اسئلة للشباب والبنات فهل تتحدى نفسك للاجابة عليها ؟
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty25/6/2013, 1:02 pm من طرف HACK

» أنا عضوة جديدة هل من مرحب بي معكم
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty14/1/2013, 1:54 pm من طرف csandra

» شرطي مرور...احمققققققققق
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty4/8/2012, 9:15 pm من طرف دلع

» الشباب لما يدخلو ع الجامعة
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty28/6/2012, 4:34 am من طرف ابو سدين

» عدت بعد غياب فهل لي مكان بينكم
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty28/6/2012, 4:30 am من طرف ابو سدين

» الدمج
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty28/6/2012, 4:21 am من طرف ابو سدين

» التعارف
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty28/6/2012, 4:18 am من طرف ابو سدين

» ضع علامه ( √ ) او (×) امام العبارات التاليه معَ تصحيح الخطأ :
ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty3/4/2012, 11:40 am من طرف نور الجنة

حكومة منتدى حياة اربد

New Page 1                                                                                                      
المحامية"
                    المدير العام
                   KING 101
                 نائب المدير العام
                      LORD
               المشرف العام
                 ابوسدين
                 قيصر الاحزان
                المشرفون
             
         
           
                  
               
 
 
 
New Page 1
          مختار المنتدى
                          قريبا
             وسام العضو المتميز
                          قريبا
     وسام صاحب المواضيع المتميزه
                          قريبا
        وسام صاحب الردود المتميزه
                          قريبا
               وســام نجم المنتدى
                          قريبا

اكثر 10 اعضاء فاتحي المواضيع في المنتدى

New Page 1

New Page 1

ابراهيم الحجوج

     LORD      

 حسين العنوز    

  ابو جانتي      

PRINC    

   قيصر الاحزان   

   hani     

  RABE3    

  الاسطوره    

   وسام الحب 1986   

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

New Page 1

                                                                                                                                   

 

New Page 1
 

 قريبا  

  قريبا  

  قريبا  

  قريبا  

  قريبا  

   قريبا

   قريبا 

  قريبا  

  قريبا  

     قريبا    

وسام التميز الذهبي

  قريبا

وسام التميز الفضي

    قريبا

وسام التميز البرونزي

   قريبا

برامج مهمة لجهازك

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

.: عدد زوار المنتدى :.

Hayat Irbid Visitors

ارسال الهدايا

      New Page 1New Page 1New Page 1New Page 1
المرسل  الهدية المرسل اليه
    ا
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
    ا

2 مشترك

    ذاكرة الجسد ( الفصل الاول )

    souad
    souad
    15
    15


    رصيد الالماس رصيد الالماس : 1300
    انثى الثور عدد المساهمات : 1728
    احترام القوانين : ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Untitl42
    بلدك : الجزائر
    المدينة : aso
    سيارتي : bmw
    الهوايه : ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Travel10

    ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty ذاكرة الجسد ( الفصل الاول )

    مُساهمة من طرف souad 28/9/2010, 1:48 pm

    الفصل الأول



    ما زلت أذكر قولك ذات يوم :

    "الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث".

    يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :

    هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .

    وهنيئا للحب أيضا ...

    فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لم يحدث... ما أجمل الذي لن يحدث .

    قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .

    عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى .

    عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا .

    أيمكن هذا حقاً ؟

    نحن لا نشفى من ذاكرتنا .

    ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا .

    - أتريد قهوه ؟

    يأتي صوت عتيقة غائبا, وكأنه يطرح السؤال على شخص غيري .

    معتذرا دون اعتذار, على وجه للحزن لم أخلعه منذ أيام .

    يخذلني صوتي فجأة ...

    أجيب بإشارة من رأسي فقط .

    فتنسحب لتعود بعد لحظات, بصينية قهوة نحاسيه كبيرة عليها إبريق، وفناجين, وسكريه, ومرشّ لماء الزهر, وصحن للحلويات .

    في مدن أخرى تقدم القهوة جاهزة في فنجان, وضعت جواره مسبقاً معلقه وقطعة سكر .

    ولكن قسنطينة مدينه تكره الإيجاز في كل شيء .

    إنها تفرد ما عندها دائما .تماما كما تلبس كل ما تملك. وتقول كل ما تعرف .

    ولهذا كان حتى الحزن وليمه في هذه المدينة .

    أجمع الأوراق المبعثرة أمامي , لأترك مكاناً لفنجان القهوة وكأنني أفسح مكانا لك ..

    بعضها مسودات قديمة, وأخرى أوراق بيضاء تنتظر منذ أيام بعض الكلمات فقط... كي تدب فيها الحياة, وتتحول من ورق إلى أيام .

    كلمات فقط, أجتاز بها الصمت إلى الكلام, والذاكرة إلى النسيان, ولكن ..

    تركت السكر جانبا, وارتشفت قهوتي مره كما عودني حبك .

    فكرت في غرابه هذا الطعم العذب للقهوة المرّة . ولحظتها فقط, شعرت أنني قادر على الكتابة عنك فأشعلت سيجارة عصبيّة, ورحت أطارد دخان الكلمات التي أحرقتني منذ سنوات, دون أن أطفئ حرائقها مرة فوق صفحه .

    هل الورق مطفأة للذاكرة؟

    نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الأخيرة , وبقايا الخيبة الأخيرة. .

    من منّا يطفئ أو يشعل الآخر ؟

    لا ادري ... فقبلك لم اكتب شيئا يستحق الذكر... معك فقط سأبدأ الكتابة.

    ولا بد أن أعثر أخيراً على الكلمات التي سأنكتب بها, فمن حقي أن أختار اليوم كيف أنكتب. أنا الذي أختر تلك القصة .

    قصه كان يمكن أن لا تكون قصتي, لو لم يضعك القدر كل مره مصادفه, عند منعطفات فصولها .

    من أين جاء هذا الارتباك؟

    وكيف تطابقت مساحة الأوراق البيضاء المستطيلة, بتلك المساحة الشاسعة البياض للوحات لم ترسم بعد.. وما زالت مسنده جدار مرسم كان مرسمي ؟

    وكيف غادرتني الحروف كما غادرتني قبلها الألوان. وتحول العالم إلى جهاز تلفزيون عتيق, يبث الصور بالأسود والأبيض فقط ؟

    ويعرض شريطا قديما للذاكرة, كما تعرض أفلام السينما الصامتة .

    كنت أحسدهم دائماً, أولئك الرسامين الذين كانوا ينتقلون بين الرسم والكتابة دون جهد, وكأنهم ينتقلون من غرفه إلى أخرى داخلهم. كأنهم ينتقلون بين امرأتين دون كلفة ..

    كان لا بد ألا أكون رجلا لامرأة واحدة !

    ها هوذا القلم إذن.. الأكثر بوحا والأكثر جرحا ً.

    ها هو ذا الذي لا يتقن المراوغة , ولا يعرف كيف توضع الظلال على الأشياء . ولا كيف ترش الألوان على الجرح المعروض للفرحة .

    وها هي الكلمات التي حرمت منها , عارية كما أردتها , موجعه كما أردتها , فَلِمَ رعشة الخوف تشلّ يدي , وتمنعني من الكتابة؟

    تراني أعي في هذه اللحظة فقط ، أنني استبدلت بفرشاتي سكيناً. وأن الكتابة إليك قاتله.. كحبك .

    ارتشفت قهوتك المرة, بمتعه مشبوهة هذه المرّة. شعرت أنني على وشك أن اعثر على جمله أولى, ابدأ بها هذا الكتاب .

    جمله قد تكون في تلقائية كلمات رسالة .

    كأن أقول مثلا :

    "أكتب إليك من مدينه ما زالت تشبهك, وأصبحت أشبهها. ما زالت الطيور تعبر هذه الجسور على عجل, وأنا أصبحت جسرا آخر معلقاً هنا.

    لا تحبي الجسور بعد اليوم..".

    أو شيئا آخر مثل :

    " أمام فنجان قهوة ذكرتك ..

    كان لا بد أن تضعي ولو مرة قطعة سكر في قهوتي . لماذا كل هذه الصينية.. من أجل قهوة مرّة..؟".

    كان يمكن أن أقول أي شيء ...
    حسين العنوز
    حسين العنوز
    24
    24


    رصيد الالماس رصيد الالماس : 1
    ذكر الميزان عدد المساهمات : 8034
    احترام القوانين : ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Untitl42
    بلدك : الأردن
    المدينة : اربد
    سيارتي : kia
    الهوايه : ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Writin10

    ذاكرة الجسد ( الفصل الاول ) Empty رد: ذاكرة الجسد ( الفصل الاول )

    مُساهمة من طرف حسين العنوز 28/9/2010, 1:50 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    ذاكرة الجسد، رواية من تأليف الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1997. صدرت سنة 1993 في بيروت. بلغت طبعاتها حتى فبراير 2004 19 طبعة. بيع منها حتى الآن أكثر من 3000000 نسخة (عدا النسخ المقرصنة).
    من أعمال الكاتبة رواية ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سرير وكتابها المثير للجدل الذي صدر عام 2010 نسيان دوت كوم وهي بصدد استكمال روايتها الجديدة الأسود يليق بك. وتستقر أحلام مستغانمي الآن في بيروت.
    اعتبرها النقّاد أهم عمل روائي صدر في العالم العربي خلال العشر سنوات الأخيرة، وبسبب نجاحاتها أثيرت حولها الزوابع مما جعلها الرواية الأشهر والأكثر إثارة للجدل. ظلّت لعدة سنوات الرواية الأكثر مبيعاً حسب إحصائيات معارض الكتاب العربية (معرض بيروت – عمّان- سوريا- تونس- الشارقة). صدرت عن الرواية ما لا يحصى من الدراسات والأطروحات الجامعيّة عبر العالم العربي في جامعات الأردن، سوريا، الجزائر، تونس، المغرب، مرسيليا، والبحرين.
    اعتمدت للتدريس في عدة جامعات في العالم العربي وأوروبا منها: جامعة السوربون، جامعة ليون، و(إيكس ان بروفنس) و(مون بوليه)، الجامعة الأمريكية في بيروت، الجامعة اليسوعية، كلّيّة الترجمة، والجامعة العربية بيروت. كما اعتمدت في البرنامج الدراسي لعدة ثانويات ومعاهد لبنانية. كانت نصوصها ضمن مواد إمتحانات الباكالوريا في لبنان لسنة ‏2003‏‏.

    الرواية :-


    إهداء ...

    إلى مالك حداد ..
    ابن قسنطينة الذي أقسم بعد استقلال الجزائر ألاَّ يكتب بلغة ليست لغته ..
    فاغتالته الصفحة البيضاء .. ومات متأثرا بسلطان صمته ليصبح شهيد اللغة العربية, وأول كاتب قرر أن يموت صمتاً وقهراً وعشقاً لها .
    وإلى أبي ...
    عساه يجد "هناك" من يتقن العربية , فيقرأ له أخيراً هذا الكتاب ... كتابه .
    أحلام



    مقتطفات :


    الفصل الأول


    ما زلت أذكر قولك ذات يوم :
    "الحب هو ما حدث بيننا. والأدب هو كل ما لم يحدث".
    يمكنني اليوم, بعد ما انتهى كل شيء أن أقول :
    هنيئا للأدب على فجيعتنا إذن فما اكبر مساحة ما لم يحدث . إنها تصلح اليوم لأكثر من كتاب .
    وهنيئا للحب أيضا ...
    فما أجمل الذي حدث بيننا ... ما أجمل الذي لم يحدث... ما أجمل الذي لن يحدث .
    قبل اليوم, كنت اعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها .
    عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم , دون أن نتألم مرة أخرى .
    عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين, دون جنون, ودون حقد أيضا .
    أيمكن هذا حقاً ؟
    نحن لا نشفى من ذاكرتنا .
    ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا .

    الفصل الثاني


    كان يوم لقائنا يوماً للدهشة..
    لم يكن القدر فيه هو الطرف الثاني، كان منذ البدء الطرف الأول. أليس هو الذي أتى بنا من مدن أخرى، من زمن آخر وذاكرة أخرى، ليجمعنا في قاعة بباريس، في حفل افتتاح معرض للرسم؟
    يومها كنت أنا الرسام، وكنت أنت زائرة فضولية على أكثر من صعيد.
    لم تكوني فتاة تعشق الرسم على وجه التحديد. ولا كنت أنا رجلاً يشعر بضعف تجاه الفتيات اللائي يصغرنه عمراً. فما الذي قاد خطاك هناك ذلك اليوم؟.. وما الذي أوقف نظري طويلاً أمام وجهك؟
    كنت رجلاً تستوقفه الوجوه، لأن وجوهنا وحدها تشبهنا، وحدها تفضحنا، ولذا كنت قادراً على أن أحبّ أو أكره بسبب وجه.
    وبرغم ذلك، لست من الحماقة لأقول إنني أحبتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنني أحبتك، ما قبل النظرة الأولى.


    الفصل الثالث



    التقينا إذن..
    قالت:
    - مرحباً.. آسفة، أتيت متأخرة عن موعدنا يوم..
    قلت:
    - لا تأسفي.. قد جئت متأخرة عن العمر بعمر.
    قالت:
    - كم يلزمني إذن لتغفر لي؟
    قلت:
    - ما يعادل ذلك العمر من عمر!
    وجلس الياسمين مقابلاً لي.
    يا ياسمينة تفتحت على عجل.. عطراً أقلّ حبيبتي.. عطراً أقل!
    لم أكن أعرف أنّ للذاكرة عطراً أيضاً.. هو عطر الوطن.
    مرتبكاً جلس الوطن وقال بخجل:
    - عندك كأس ماء.. يعيشك؟
    وتفجرت قسنطينة ينابيع داخلي.


    الفصل الرابع



    كان لرحيلك مذاق الفجيعة الأولى. والوحدة التي أحالتني في أيام إلى مرتبة لوحة يتيمة على جدار، تحضرني جملة تبدأ بها رواية أحببتها يوماً..
    "ما أعظم الله! فهو عظيم بقدر ما أنا وحيد. إني لأرى المؤلف فيبدو لي كلوحة.."
    وكنت أنا في عزلتي ووحدتي، ذلك المؤلف وتلك اللوحة معاً. فما أكبر وأبرد ذلك الكون الذي كنت معلّقاً على جداره، في انتظارك!
    كنت أدخل بعدك منحدرات الخيبات النفسية والعاطفية في الوقت نفسه. وأعيش ذلك القلق الغامض، الذي يسبق ويلي دائماً كل معرض لي. وكنت أقوم تلقائياً بجردة لأفراحي وخيباتي.
    انتهى معرضي إذاً. لم تهتم به غير صحافة فرنسية مختصّة كالعادة. وبعض المجلات العربية المهاجرة.
    ولكن يمكن أن أقول إنه حصل على تغطية إعلامية كافية، وأن الذين كتبوا عنه أجمعوا على أنه حدث فني عربي في باريس.
    وحدها الصحافة الجزائرية تجاهلته، عن إهمال لا غير، كالعادة. جريدة ومجلة أسبوعية واحدة، كتبتا عنه بطريقة مقتضبة. وكأنهما تعانيان فعلاً من قلة الصفحات، وليس من قلة المواد الصحافية.

    من الفصل الخامس :

    كنت أحقد على ذلك القدر أحياناً، ولكن كنت كثيراً ما أستسلم له دون مقاومة. بلذّة غامضة وبفضول رجل يريد أن يعرف كلّ مرة، إلى أي حد يمكن لها القدر أن يكون أحمق، ولهذه الحياة أن تكون غير عادلة، وأن تكون عاهرة لا تهب نفسها سوى لذوي الثروات السريعة، ولأصحاب السلوك المشبوه الذين يغتصبونها على عجل..

    الفصل السادس

    لعرسك لبست بدلتي السوداء.
    مدهش هذا اللون. يمكن أن يلبس للأفراح.. وللمآتم!
    لماذا اخترت اللون الأسود؟
    ربما لأنني يوم أحببتك أصبحت صوفياً، وأصبحتِ أنتِ مذهبي وطريقتي. وربما لأنه لون صمتي.
    لكل لون لغته. قرأت يوما أن الأسود صدمة للصبر.
    قرأت أيضاً أنه لون يحمل نقيضه. ثم سمعت مرة مصمم أزياء شهيراً، يجيب عن سر لبسه الدائم للأسود قال:
    "إنه لون يضع حاجزاً بيني وبين الآخرين".
    ويمكن أن أقول لك اليوم الكثير عن ذلك اللون. ولكني سأكتفي بقول مصمم الأزياء هذا.
    فقد كنت في ذلك اليوم أريد أن أضع حاجزاً بيني وبين كل الذين سألتقي بهم، كل ذلك الذباب الذي جاء ليحط على مائدة فرحك.
    وربما كنت أريد أن أضع حاجزاً بيني وبينك أيضاً.
    لبست طقمي الأسود، لأواجه بصمت ثوبك الأبيض، المرشوش باللآلئ والزهور، والذي يقال إنه أعدّ لك خصيصاً في دار أزياء فرنسية..
    هل يمكن لرسام أن يختار لونه بحياد؟
    وكنت أنيقاً. فللحزن أناقته أيضاً. أكّدت لي المرآة ذلك. ونظرة حسان، الذي استعاد فجأة ثقته بي، وقال بلهجة جزائرية أحبها، وهو يتأملني: "هكذا نحبك آ خالد.. إهلكهم..!".
    نظرت إليه.. كدت أقول له شياً.. ولكني صمتّ.

    على غلاف الكتاب:

    قرأت رواية (ذاكرة الجسد) لأحلام مستغانمي، وأنا جالس أمام بركة السباحة في فندق سامرلاند في بيروت.
    بعد أن فرغتُ من قراءة الرواية، خرجتْ لي أحلام من تحت الماء الأزرق كسمكة دولفين جميلة، وشربت معي فنجان قهوة وجسدها يقطُر ماءً..
    روايتها دوّختني. وأنا نادراً ما أدوخ أمام رواية من الروايات وسبب الدَوْخَة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق، فهو مجنون، ومتوتر، واقتحامي، ومتوحش، وإنساني ، وشهواني.. وخارج على القانون مثلي. ولو أن أحداً طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الإستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة..
    هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها (تَكتُبُني) دون أن تدري.. لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء، بجماليةٍ لا حدّ لها.. وشراسةٍ لا حدّ لها.. جنونٍ لا حدّ له...
    الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور.. بحر الحب، وبحر الجنس، وبحر الإيديولوجية، وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها ومرتزقيها، وأبطالها وقاتليها، وملائكتها وشياطينها، وأنبيائها وسارقيها..
    هذه الرواية لا تختصر ذاكرة الجسد فحسب، ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري، والحزن الجزائري، والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي..
    وعندما قلت لصديق العمر سهيل إدريس رأيي في رواية أحلام، قال لي: لا ترفع صوتك عالياً.. لأن أحلام إذا سمعت كلامك الجميل عنها، فسوف تُجنّ...
    أجبته: دعها تُجنّ.. لأن الأعمال الإبداعية الكبرى لا يكتبها إلا مجانين!!

      الوقت/التاريخ الآن هو 15/11/2024, 6:48 am