التوعية سلاحنا للقضاء على العنف الأسري

باتت قضايا العنف الأسري الشغل الشاغل والهم الأكبر للعالم كله شرقه وغربه شماله وجنوبه وبالرغم من كل الخطوات التي اتخذت للقضاء على المشكلة في الغرب وكثير من جهات العالم الأخرى إلا أنها مازالت ملتهبة وتتلظى على صفيح ساخن ، ورغم ذلك نجد للأسف أن الوطن العربي مازال ينكر أساس المشكلة بل إن كثير من العرب يعتقد أنها جزء من شرائع الإسلام كضرب النساء والأطفال أو غيرها من أشكال العنف الأسري التي لا تنتهي.

والغريب في الأمر أن الجمعيات التي قامت سواء في الوطن العربي أو في الغرب أو أي مكان في العالم ينصب اهتمامها بمعالجة آثار العنف أي بما يحصل بعد وقوع حالة العنف وليس قبل ذلك أي أنه لا توجد أي توعية تجنب كل الأطراف الوقوع في العنف وكيفية التعامل معه .

وما نرى من معالجات دائما تأتي متأخرة أي بعد أن تكون القضية قد وقعت والضحية قد تأذت ويكون الوقت متأخراً جدا للحصول على نتائج جيدة وهذا يؤكد أن التوعية هي السلاح الأول للقضاء على العنف الأسري فالتوعية يجب أن تبدأ منذ الصغر وعلى مراحل ، فمثلاً الأطفال يجب توعيتهم ضد العنف بكل أنواعه وبالذات الجنسي منه خاصة أنهم لقمة سائغة وسهلة الهضم أيضا لكثير من مرضى النفوس ويجب تعليمهم أن يأخذوا حذرهم من كل قريب أو بعيد ، لان مرتكبي العنف لايمتون للدين والأخلاق بصلة.

ولهذا فالعملية التوعوية يجب أن تستمر منذ الصغر وفي المدارس وخلال مراحل المراهقة وتمتد إلى سن الشباب وخصوصا في عمر الزواج حيث يجب على كل من الزوجين حضور تلك الدروس التعليمية و التشديد على ذلك ، فأخطار العنف على الأسرة وعلى الأطفال وصل إلى مرحلة لايمكن السكوت عليها أو تجاهلها وهنا لابد من التأكيد على أن الضرب ليس حلا لمشاكل الحياة الزوجية أو الأطفال بل أرى انه قد حان الوقت كي تكون هذه الدورة التوعوية إلزامية أسوة بفحص ما قبل الزواج لأن العنف الأسري بات سرطان يتفشى في المجتمع وإذا ما استمر هذا السكوت وهذا التجاهل فقد يفتك بجميع أعضائه لأنه يقضي على صحتهم الجسدية والنفسية.

ودائما ما كان يقال أن الوقاية خير من العلاج ولو طبق هذا المبدأ على العنف الأسري لكان أفضل بكثير لأنه أسهل بمراحل أن يؤخذ الحذر عوضا عن الحل المتأخر للمشكلة وأفضل أيضا من الناحية المادية للدولة والناحية المعنوية للفرد ومن خلال هذه السطور اجزم أن التوعية ضد العنف سلاح يجب أن نحمله جميعا ونقاتل به حتى يصبح مجرد مرض أخذنا الوقاية منه فصار شيئاً من الماضي .

شكرا يا غالي على الموضوع جدا مهم

العفو يا غالي