آه يا أمي الحنون !!!

آه يا أمي الحنون !!!







د . عدنان جواد الطعمة









الأم الحنون مع طفلها عدنان






أثارت في نفسي قصتي مع رسوماتي الجميلة التي رسمتها في عهد الطفولة و التي ذكرتها في مقالتي الأخيرة : إرتياح النفس في مشاهدة القمر و الهلال والشمس ، الحزن و الأسى .











بعد وفاة المرحومة بأقل من سنة





وكأني عدت في هذين اليومين الأخيرين إلى سني الطفولة البريئة التي كنت فيها معززا مكرما ومدللا من قبل امي و والدي المرحومين .









بعد وفاة المرحومة بسنة ونصف






كم جميل يذكر المرء أحيانا عهد طفولته و يعود إلى ماضيه الجميل ليستمد منه الطاقة والإبداع.







طابع بريدي يشبهه لكن بقيمة فلس عراقي واحد و

بلون أزرق أو سمائي فاتح رسمته





أعترف و بكل أمانة و كرجل بأني أحن مرارا و أحيانا في لحظات إشتياق إلى القلب الطاهر و الصدر الحنون الذي وهبني الحياة بعد الله سبحانه و تعالى و غمرني بفيض من العطف والحب و الحنان .




بعد وفاة المرحومة أمي بسنة ونصف



نعم أشتاق إليك يا أماه ، إلى حديثك و ابتسامتك و نصائحك ، فأنا مازلت طفلك المدلل ، مهما بلغ عمري ، التواق إليك و المحتاج إلى حنانك و دفئك . زوريني يا أماه في أحلامي الجميلة كما فعلت ذلك عدة مرات سنويا مع والدي المرحوم . كنت لي يا امي كالزهرة اليانعة و كالشمعة المنيرة التي أضاءت من حولها . و طفلك المدلل يقول لك إنطفأت شمعة حياته بعد رحيلك مباشرة بشهرين و ادلهمت الدنيا في عينيه وانكسفت شمس أمومتك عليه ، لكنه انتفض لخوض معارك الحياة مستعينا بنصائحك و كلماتك التي لازالت ترن في سمعي كل آن . صحيح رحلت يا أماه ، لكنك زرعت في نفسي بذور الحب والعطف والتفاؤل و عدم الإستسلام لنكبات الدهر أبدا .





فالجنة يا أماه تحت أقدامك كما ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه وسلم في حديثه الشريف : الجنة تحت أقدام الأمهات .



هنيئا لك يا حبيبتي ، يا أماه بهذه المنزلة الرفيعة .





و بعد غيابك بخمسين سنة قرأت نصائحك الأربعة او الخمسة التي نقشتيها في ذهنى آنذاك ، في أحد كتب جوزيف مورفي بعنوان :

عقلك الباطني على ما أظن أو التفكير الإيجابي .





ضحكت فرحا و قلت له إن ما تذكره الآن يا دكتور ذكرته أمي سيدة وربة البيت قبلك بخمسين سنة .



هكذا تنقل ملائكة الرحمن الأفكار الحسنة والطيبة إلى العالم و تترجم إلى عدة لغات .





أنا فخور بك يا أمي ، على أفضالك وتلقينك إياي بما هو صالح .



آه من قسوة الظروف ، و لكن هذه هي مشيئة الله و القدر المحتوم . لا إعتراض على حكمه ، الحمد لله والشكر له .





إلى اللقاء يا أمي في حلمي الجميل ورحمة الله عليك و على والدي الجليل وعلى كافة موتى المسلمين و المسلمات .

الله يرحمها
والله يخليلي امي