أعمال شغب تطاول مركز أمن ومستشفى

إربد - طاولت أعمال شغب مركز أمن الشونة الشمالية، ومستشفى معاذ بن جبل أمس، عقب وفاة شقيق أربعيني مطلوب أمنيا لقي حتفه أول من أمس في نظارة المركز.

وبحسب الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب، فقد هاجم ذوو المتوفيين المركز، ما أدى إلى تعرضه الى تكسير وتخريب، مشيرا إلى إصابة رجلي أمن أثناء تبادل إطلاق نار.

ولفت الخطيب إلى أنه تم نقل رجلي الأمن المصابين إلى مستشفى الأمير راشد العسكري، وحالتهما العامة متوسطة.

وفيما قالت مصادر طبية إلى "الغد" إن والد المتوفيين أصيب بجلطة نقل على إثرها إلى مستشفى الأميرة بسمة لتلقي العلاج، لم تتمكن "الغد" حتى ساعة متأخرة من مساء أمس من الوقوف على وضعه الصحي.

وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر طبية أنه تم إخلاء المرضى من أقسام الطوارئ والعناية المركزة والرجال والنساء من مستشفى معاذ بن جبل، بعد تعرضه لعمليات تخريب وتكسير مساء أمس، أكد مدير المستشفى الدكتور محمد الغزاوي أن المستشفى يستقبل مراجعين "بشكل طبيعي".

بيد أن المصادر ذاتها، أكدت إلى "الغد" أنه تم نقل المرضى إلى مستشفيات تابعة للمنطقة، فيما تم تعزيز مستشفى
أبو عبيدة بمنطقة وادي الريان بكوادر طبية، إلى جانب تجهيز السيارات الصحية التابعة للمستشفى بالمعدات الطبية اللازمة.

وبحسب شهود عيان، فإن أعمال الشغب أدت إلى وقوع 5 إصابات بعدة عيارات نارية بينهم شقيق المتوفى المطلوب أمنيا، نقلوا على إثرها إلى مستشفى معاذ ببن جبل ثم الى مستشفى الأميرة بسمة.

وبينت مصادر في المستشفى أن المصابين وصلوا اليه أمس، وأُخضعوا لعمليات جراحية، فيما كانت حالة شقيق المتوفى خطرة، ما أدى الى وفاته، فقام المدعي العام على الفور بتحويل جثته إلى مركز الطب الشرعي لإقليم الشمال لتشريحها والوقوف على أسباب الوفاة.

وأضاف الخطيب أن أعمال الشغب التي تصاعدت، امتدت الى مستشفى معاذ بن جبل القريب من المركز الأمني، فتسببت بوقوع أضرار مادية فيه، نجم عنها تكسير واجهات زجاجية، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية فرضت طوقا أمنيا على المنطقة ومنعت دخول المحتجين إليها.

وبين الشهود، أن المحتجين أحرقوا دورية أمنية، بعدما سكبوا مواد نفطية عليها، كما أحرقوا المركز، ما تسبب بحدوث خسائر مادية فيه، بينما فرقت الأجهزة المحتجين واحتجزت بعضهم.

وقال الخطيب إن "ذوي المتوفى، احتجوا على نتائج التشريح التي ظهرت أمس بشأن المتوفى، بحيث أقدمت مجموعة منهم على إلقاء حجارة على المركز، ما أدى إلى تكسير زجاجه"، مشيرا إلى أنه تم تعزيز المركز بقوة أمنية من قيادة أمن إقليم الشمال للحفاظ على الأمن.

وأكد أن الوضع الأمني مسيطر عليه، مشيرا إلى أن التحقيق ما يزال جاريا للوقوف على ملابسات الأحداث.

وجاء احتجاج ذوي الأربعيني، بحسبهم، على خلفية اتهامهم رجال أمن في المركز بالتسبب بوفاة قريبهم، جراء ضربه، بيد أن الخطيب أكد أن الأربعيني وجد متوفى في النظارة، ويشتبه بقيامه بشنق نفسه بواسطة ملابسه.

وقال إن المديرية "شكلت لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادثة"، مؤكدا أن تقرير الطبيب الشرعي هو الفيصل في مثل هذه الحوادث، موضحا أن الأربعيني كان مطلوبا لمدعي عام إربد، بحيث جلبته دوريات التنفيذ القضائي لتودعه الى النظارة، تمهيدا لترحيله في اليوم التالي إلى المدعي العام، مبينا أنه وبعد أقل من ساعة من إيداعه وجد متوفى داخل النظارة.

إلى ذلك، قام أصحاب محال تجارية في منطقة الشونة الشمالية بإغلاق محالهم، خوفا من تعرضها للاعتداءات، فيما استخدمت قوات الأمن، غازا مسيلا للدموع للسيطرة على المحتجين من ذوي المتوفى، وتفريقهم، كما فرضت طوقا أمنيا على مستشفى الأميرة بسمة الذي نقلت إليه الإصابات.

وقال محافظ إربد خالد أبو زيد إن "الأوضاع الأمنية مستقرة، وتمت السيطرة عليها عبر تكثيف التواجد الأمني في المناطق التي شهدت أعمال شغب".

وأكد أنه يبذل جهودا مع وجهاء المنطقة للتهدئة والحيلولة دون تفاقم الأوضاع، حتى يتمكن القانون من أخذ مجراه.