بئر الحرمان

أيها الظلام الدامس لِمَ جعلت الوجوه شاحبة تدور من حولي ؟ وكأنها نسور تتعجل موتي في صحراء التهبت شمسها وأحرقت رمالها قدمي لأميال ..

حتى وجدت بئراً سحيقة قد خلت من سائل الحياة ، فوقفت للحظات مستسلماً أتأمل عمق البئر الذي لم تدركه عيناي وكأنه مرآة تعكس ما بداخلي لمشاعر هاجت تريد أن تستقر به ولكن حيرة الاختيار أربكتني

فلم أعرف من أُنزِلُ أولاً الهم الذي لم أعلم متى ولد

أم

جروح الحب التي أثقلت كاهلي

أم

الحلم الذي لم يتحقق ..

ذلك الحلم الذي يمنيني بلقاء توأمي ..

توأمي الذي يشعر بي كل ما واجهتني الحياة بظلمها من عذاب وألم ، اللذان هما مجريان لازماني طوال عمري ليصبا في حوض الكتمان ..

فأين أنت يا توأمي لتربت على ظهري بيديك الحانيتين وكأنني طفل فقد أبويه في موقف عصيب ..

أين أنت ؟ لقد طال انتظاري فاخرج أمام ناظري كي نشاطر الأحزان عل ذلك يساند لحظات الفرح التي باتت وحيدة في غربة الآلام .كل هذه المشاعر أرادت أن تخرج لتستقر في قاع البئر ..

ولكنني خشيت أن يمتلئ البئر فيفيض ، وتنكشف أوراقي للوجوه الشاحبة ..

تلك الوجوه التي ستعتليها ابتسامات مثخنة بالشماتة لتهد آمال عواطفي التي ستدنيني من قبري ..

فأجبني قبل موتي .هل أُنزِل ما بداخلي ؟أم أنك ستكون بئراً حمل شعار الحرمان .