الافتاء يرد على فتوى الاسلامين بتحريم ارسال قوات قتالية الى افغانستان

انتقدت دائرة الافتاء العام اصدار لجنة علماء الشريعة الاسلامية في حزب جبهة العمل الاسلامي فتوى تحرم مشاركة قوات الدول الاسلامية في المهمات القتالية الى جانب قوات التحالف بقيادة امريكا.



وأكدت الدائرة في بيان اصدرته اليوم انه "لا يجوز لأي جهة كانت ان تشكك بالدور المميز الذي تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة،سواء ببعض الفتاوى التي لم تصدر عن علم وبصيرة او بأي اسلوب آخر مما يساعد في اذكاء نار الفتنة بين ابناء الوطن الواحد ".



واشارت الى انها "الجهة الوحيدة المخولة باصدار الفتاوى في الامور العامة"،منوهة الى انه لم يطلب منها تبيان الحكم الشرعي في مثل هذه الامور.



ولفتت في ردها على سؤال لـ"بترا" الى ان "امن الاردن واستقراره وازدهاره اولوية يجب ان نحافظ عليها"،مشيرة الى ان الجيش الاردني هو "جيش محترف ومميز تترسخ فيه كل معاني الولاء والانتماء لقائده ووطنه وامتيه العربية والاسلامية"



وقالت ان الجيش "دأب على مساعدة المحتاجين والمنكوبين في جميع اصقاع المعمورة، في هايتي والبوسنة والهرسك وغيرها"،وكذلك "ساهم في مسح الآلام من خلال مستشفياته في كل من غزة ورام الله وافغانستان وليبيريا والكثير من بلدان العالم بتوجيهات سامية من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه".

وكان علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي قد حرّموا على أي مسؤول أن يرسل قوات عسكرية لتقاتل مع قوات التحالف بقيادة أمريكا في أفغانستان أو في أي بلد آخر.



كما حرمت اللجنة في بيان أصدرته على المسلم "إطاعة أي أمر في معصية الله تعالى".



وجاء في البيان"الواجب يحتم على حكام المسلمين أن يرسلوا جيوشهم للقتال في صف المجاهدين الأفغان، ويحرم عليهم خذلان إخوانهم في أفغانستان أو في أي بلد إسلامي محتل والتخلي عنهم".



واعتبرت اللجنة أن مشاركة قوات عسكرية إلى جانب قوات التحالف التي تقودها أمريكا في حربها على أفغانستان وغيرها "موالاة لغير المسلمين في عدوانهم على المسلمين. وهذا حرام وظلم".



وقالت "علماء الشريعة": "إن من يوالي أعداء الله ظالم للمسلمين بالاعتداء عليهم، وظالم لنفسه فقد أوردها موارد الهلاك في الدنيا والآخرة، وعرضها لسخط الله وغضبه وانتقامه إن عاجلاً أو آجلاً، وظالم ومزيف لحقيقة المعركة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"



وخلصت اللجنة إلى أن "من يوالي الأمريكان ودول التحالف في محاربة المسلمين، يخرج من دائرة الإسلام".

وسبق للحزب ان اعرب عن اسفه ازاء ما وصفه بمجافاة الحكومة للحقائق وتوزيعها للتهم في ردها على الفتوى

واعتبر ان تصريح نائب رئيس الوزراء وزير الدولة الناطق الرسمي ايمن الصفدي الذي رفض فيه الفتوى يفتقد الى الدقة، ودعا الحزب الحكومة الى عدم تحميل الكلام ما لا يحتمل.



واوضح ان ما اصدرته لجنة علماء الشريعة الاسلامية هو "بيان للحكم الشرعي في مشاركة قوات عسكرية الى جانب قوات التحالف في معركة ليست معركتنا ولا مصلحة لنا فيها".



واشار الى ان الحزب "حرص على إحالة هذه الاستفسارات الى سماحة مفتي عام المملكة، للوقوف على الحكم الشرعي لهذه المشاركة. ولكن جواب سماحته لم يأت على الرغم من فترة انتظار كافية. فتمت إحالة هذه الاستفسارات الى اللجنة المركزية لعلماء الشريعة الإسلامية للإجابة على هذه الاستفسارات إبراء للذمة، وقياماً بواجب النصح والإرشاد" .



وشدد الحزب على ان ما صدر عن لجنة علماء الشريعة "انصب على القتال الى جانب قوات التحالف ضد شعب مسلم، له علينا حق النصرة"، و"لم يشر الى المساعدات الإنسانية والاغاثية التي نقدرها عالياً، ونعتز بكل من يمارس دوراً فيها" .



كما نوه "العمل الاسلامي" الى أن الحكم "كان عاماً لا يتعلق بقطر بعينه، ولا يشير الى جيش محدد", وتابع "بيان الحكم جاء بناء على أسئلة اقتضت الضرورة الشرعية الإجابة عنها، لأن الله تعالى أخذ على العلماء عهداً أن يبينوا أحكام الشريعة للناس وألا يكتموها ".



وأكد الحزب "احترامه وتقديره لقواتنا المسلحة في الدفاع عن الوطن، وفي نجدة الأشقاء لدى تعرضهم لعدوان خارجي"، واستذكر "بإجلال تضحياته، في معارك اللطرون وباب الواد والكرامة وغيرها ".

واعرب عن ثقته بأن الجيش العربي الأردني "سيكون في مقدمة الجيوش العربية والإسلامية في معركة التحرير الكامل لفلسطين، التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم