عارْفَة عارْفَة جاتكم جاتكم حتى لـ خيامكم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




من العادات الجميلة في ريف و قرى ولاية الشلف و التي مالت إلى الزوال إن لم نقل أنها انعدمت الآن، عادة " عارْفَة " بتفخيم حرف العين من عَرَفَة و المتمثلة في الآتي:

في يوم عيد الأضحى المبارك يجتمع الأطفال من الجنسين و يطرقون أبواب منازل القرية و يسألون أهلها الدقيق و الخضر و الزيت و كل ما يسلتزمه تحضير طبق الكسكسي، و هم يرددون عند كل بيت العبارات التالية: عارفة عارفة جاتكم جاتكم حتى لـ خيامكم، لالة تعطينا الدقيق و ربي يرزقها بوليد، و لالة تعطينا اللحم و ربي يرزقها بوحم ...

البنات يقمن بطرق الأبواب و الأولاد وراءهن و كأنهم يحرسونهن

و بعد أن يزوروا كل البيوت و لا يحرمهم صاحب أي بيت مسألتهم يعودون في آخر اليوم إلى بيت إحدى السيدات و التي تتطوع بأن تحضر لهم الكسكسي و يعطوها كل ما جمعوه من دقيق و خضر و زيت و زبدة ...

في صباح ثاني أيام العيد تبدأ تلك السيدة بفتل الدقيق و تحضير الكسكسي و الأطفال يعاودون جولتهم و لكن هذه المرة بطلب اللحم و هم يرددون: شحيمة و لحيمة

فتعطيهم كل عائلة ما تستطيع من لحم فيأخذونه إلى السيدة التي تحضر الغداء حتى تكمل طبخ المرقة الخاصة بالكسكسي بمساعدة بعض البنات الأكبر سناً

بعد أن تنهي السيدة فتل الدقيق و يبقى لديها بعض الدقيق " الفتلة " تعجنه فيكون مثل العجينة المخمرة التي تضاف إلى دقيق " المطلوع " و هي " الخميرة " و تعطي كل بنت قطعة منه كفأل، فتأخذه البنت إلى أمها لتضعه في " الرْحَل " و هو المكان الذي توضع فيه المأونة و في اعتقادهم أن البركة تًطرح من تلك العجينة.

و بعد أن يجهز الكسكسي و مرقته تأتي كل بنت بصحن من بيتها و تضع لها فيه السيدة التي حضرت الغداء مقداراَ من الكسكسي و قطعة لحم و بعضاً من المرقة

أما الأولاد فيأكلون عندها

و هكذا يكون للعيد طعم مختلف عن عيدنا اليوم، بحيث يتوحد الذوف و تعم البركة و تنتشر بحسب طيبة القلوب


أتمنى أن تكون قد أعجبتكم هذه الجولة البسيطة السريعة في تراث منطقتي

و هكذا يكون للعيد طعم مختلف عن عيدنا اليوم، بحيث يتوحد الذوف و تعم البركة و تنتشر بحسب طيبة القلوب

شكرا لك وسيم