علماء : تخصيص زيارة القبور خلال العيدين فقط بدعة

يخلط البعض ما بين جواز زيارة القبور شرعا في أي يوم من ايام السنة وبين تخصيص ايام العيد فقط لزيارتها ظنا منهم ان في ذلك مزيدا من الفضيلة على غيرها من الايام ، الامر الذي يوقعهم في بدعة لا أصل لها في السنّة ، وفقا لعلماء فقه ودعوة. ويؤكد علماء لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان زيارة القبور امر مشروع وغير محرم بشرط ان يكون الهدف منها تذكير المسلم بيوم الآخرة والتحفيز على العمل الصالح وان يبتعد عن ارتكاب المخالفات الشرعية.



استاذ الفقه الاسلامي واصوله في كلية الشريعة في جامعة اليرموك الدكتور اسامة الفقير يقول: إن زيارة المقابر أمر مشروع دينيا وغير محرم ، لكنه في ذات الوقت غير واجب أي انه من لم يقم بزيارة مقابر المتوفين من اقربائهم فانه لا يؤثم.



ويضيف: غير ان بعض الناس يفهمون زيارة المقابر في الوقت الحالي فهما مغلوطا من حيث تخصيصه بزمان معين يرتبط بمناسبات دينية كالعيدين ، الفطر والاضحى بحيث لا يقومون بزيارة الاموات في وقت آخر ظنا منهم ان الزيارة في العيد واجبة وهذا امر غير صحيح.



ويقول ان ارتباط زيارة المقابر بمفاهيم وتقاليد ليست منضبطة بضوابط الشرع هو امر مخالف للشرع والدين باتفاق الفقهاء مثل اختلاط النساء بالرجال في المقابر وما تفعله النساء من البكاء وخاصة من النواح وشق الثياب ولطم الخدود ، فيما تذهب البعض منهن وهن متبرجات ومتزينات بزينة العيد الامر الذي يعد مخالفا للشرع. ويوضح انه في حالة تجنب هذه المفاهيم والمحاذير تبقى الزيارة مشروعة سواء أكانت للرجال ام النساء لقوله عليه الصلاة والسلام: "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فانها تذكركم بالآخرة".



ويبين ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى بعض النساء عن الزيارة حين قال لهن عليه الصلاة والسلام "عدن مأزورات غير مأجورات" ، اذ ان ذلك القول خاص بالنساء اللواتي يخالفن احكام الشرع بالزيارة من خلال قيامهن بالسلوكيات التي أشرنا لها. استاذ العقيدة والدعوة في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور احمد العوايشة يقول: ان تخصيص زيارة القبور خلال العيدين فقط هو بدعة لا اصل لها في السنة ، وانما الزيارة ممكنة في أي يوم من ايام السنة.



ويقول ان زيارة القبور تذكير للاحياء بانهم سيسيرون الى ما سار اليه اهل القبور من قبلهم ، لافتا الى ان زيارة القبور ليست حكرا على يوم او ان يوما معينا ينبغي ان يخصص لها سواء في العيد او غيره من ايام السنة ، لكن الناس يزورون القبور في الاعياد ويرتكبون مخالفات شرعية منها ترك صلاة الفجر لانهم يذهبون الى المقابر في اوقات هذه الصلاة ، وكذلك ترك صلاة العيد وتفضيل زيارة القبر عليها ، والجلوس على القبور او المشي عليها وهذا امر محرم.



ويوضح ان هنالك من يرتكبون اخطاء شرعية من خلال تداول الاحاديث الدنيوية وباصوات مرتفعة بدلا من ان يتذكروا عظات الموت ، مضيفا انه ليس هناك ما يمنع من زيارة الاطفال الى القبور بشرط تحفيزهم على طاعة الله تعالى مبينا ان قيام البعض باخذ الزهور الى المقابر بدعة لم تكن معروفة لدى الصحابة ولا التابعين. ويؤكد الدكتور العوايشة ان قراءة آيات من الذكر الحكيم على القبور من قبل قارئ مأجور هو امر مبتدع وغير جائز شرعا ، مشيرا الى ان الجائز هو ان نسلم على الموتى وان ندعوا لهم كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه رضي الله عنهم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موضوع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]