أبحث عنك..أين أنت

أبحث عنك..أين أنت..؟!

في سماءٍ ليست كالسماء..وأرضٍ ليست كالأرض
ارتحلتُ باحثاً عنكِ.. يافتنة الفؤاد
رسمتُكِ صوراً.. وغنيتُ لهنَّ كلَّ الأشعار.. نثرتُ بين يدي أطيافهن
رزنامةَ الحبِ اليومي..وضمّختهن بعبير الجوري ونوّار الأقحوان
أتعلمين أيتها الشقية..
تخيلتكِ في الزهورِ البريةِ..في أرضِ الشمالْ..
فمددتُ عنقي إلى الشمالِ باحثاً..تفيأتُ ظلالَ الطلحِ.. وارتقيتُ شواهقَ الجبالِ
وناجيتُ حتى البطحاءَ المنتثرةَ بين دفتي أجا وسلمى كالدررِ..
بل صافحتُها لعل قدميك وطئتها..فأتبارك بموطئ القدم
ولكنني وجدتُ بها شيئاً من العطش علمتُ حينها أنكِ لم تمري عليها
وأن قدميكِ لم تطأها..فاستوحشتُ منها وهي التي تعرفني وأعرفها
لأنكِ لم تمرّي عليها..!!
خاطبتُ ذرات الهواءِ والنسائمِ المعبقة بزنابقِ الزهور..
فلم أسمع لها سوى صريرُ الوحشةِ والألم..لأنها لم تأخذْ من صوتِك عزفها
مددت للنجوم أصابع الحيرة والسؤال..فانْتَثَرَتْ من بينها شهباً كالدموع
تبكي معي لعل أحداً يرقُّ لحالي فيدلني عليك..!!
جبتُ الآفاق..وارتحلت في كل مكان..
حتى القمر حادثته بثنائية النور..ولكنه التزم الصمت..وهو يضحك مني
ويهزأُ بي.. وكأنه يقول لي أما زلتَ في جنونك...؟!
أبَعْدَ أن انعتقتَ من سراديبِ الوحشةِ بزهرتِك..عدتَ لتخبُّطِكَ..
لثمتُ جبينَ الزمنِ أستنطقُهُ لعلَّه يدُلُني على مكانِك..فركلني خلفَ أسوارِهِ
وهو ينعتُني بالجنون..ويتمتمُ بلغةٍ لاأعلمُها..ولكنني فهمتُ منها أنه غاضبٌ مني
تحررتُ من كلِّ حبٍ واهمٍ فأدبرتُ بحثاً عنكِ..فأين أنتِ
أبحثُ عنكِ في كل الأشياء..في الشرفات..
وفي حاناتِ تسكُّعِي..بين خمْرَتِ بؤسي..وإغْفَاءةِ روحِي
تمرجحتُ بينَ السماءِ والأرضِ..وكادتْ تزهقُ روحي بحثاً عنكِ
بحثتُ عنكِ في كلِّ الفصولِ..كلها تحوَّلتْ إلى خريفٍ يفتقدكِ وينعاكِ
حتى عندما لامَسَتْ شباكي زخاتٌ المطرِ..ساءلتُها عنكِ..
فانكمشتْ وسحبتْ رداءَهَا وهي تنظرُ إليَّ بنظرةِ ازدراء
حتى قوسَ قزحْ أصابَه الشحوبُ..حينما رأى دموعَ بحثي وحيرتي
وكلُّ ألوانِ طيفِهِ ترثي لحالي وجنوني..وتحوَّلتْ إلى لونٍ رمادي
بحثتُ عنكِ في عيونِ الأطفال..بحثتُ عنكِ في المعابرِ والتلال
تفحصتُ كلَّ الوجوهِ العابرةِ..وأنا متجمدُ الأحداقِ..لعلّي أجدُكِ في وجوهِهِم أو بينهم
في تيهٍ كنتُ أنا..من فرطِ وجدي
وفي آخرِ الليلِ حين جلستُ القرفصاء..أناجي روحي ببوحي ودموعي
انبثقتِ أنتِ من بيني .. وإذا بكِ هاجعةٌ مستكنةٌ في قلبي
صامتةٌ تتلذذين بتعبي وفتاتِ روحِي في البحث عنكِ
وأخيراً وجدتكِ بيني يافتنة القرمز الفريدة..!!
وحين أردت أن أنطق بكلمة أحبك..مددتِ يداً من يباب..أقفلتِ بها فمي
وأنتِ تقولين هذا مستحيل..
أتعلمين..!!
سأتبتلُ..فقط سأتبتلْ..
هذه عادتي فحظي من حبي التبتل..!!
وأردد بيني ..
أحبكِ..أحبك