هل بدات تنتشر ظاهرة " الجرائم بين العائلات والاقارب" مع وقوع ( 26 ) جريمة قتل عمد وقصد من بداية العام الحالى

ما الذي جرى للاسرة في الاردن حتى بدا" تسونامى العنف والقتل والاغتصاب والاذى" يتسلل خلف حيطان المنازل بين الاهل والاشقاء والازواج والامهات .

ففى اسبوع واحدة مثلا قامت احدى الامهات بطعن أبنائها الثلاثة ، مما أدى إلى وفاة اثنين فيما أصيبت ابنتها بجرح في الرقبة، وقد رفضت خلال التحقيق إبداء الأسباب من وراء فعلتها ، وبعدها قام شاب في والعشرين من عمره من سكان مدينة معان في اطلاق النار على والدته وشقيقته " وأرداهما قتيلتين ،

وقبلها كانت جريمة الرابية ، في قتل ام واطفالها وقبلها جريمة في ابو علندا التي اقدم فيها اب على قتل اولاده الثلاثة ثم جارته وطفليها، ولاذ بالفرار ، والاب الذي اغتصب ابنتة في الرصيفة وقام في اجراء عملية جراحية لاجهاضها في مشرط حتى توفيت وغيرها الى ذلك تظهر الاحصاءات ان الجرائم الواقعة بين الاهل منذ مطلع العام وحتى نهاية الشهر الماضى بلغت 26 جريمة قتل عمد وقصد بين الجاني والمجني عليه صلة قرابة. .

وعدد الجناة المقبوض عليهم في" الجرائم العائلية " بلغ 34 شخصا بينهم اناث اثنتان بينما بلغ المجني عليهم 35 من بينهم 20 ضحية اناث ويقول احد المختصين في علم الاجتماع ان ما يسستثير الانتباه إلى ازدياد عدد "الجرائم الجماعية" التي تستهدف أفراد الأسرة من أصول وفروع وتتوج أكثرها بلجوء الجاني إلى الانتحار وهنا لا نستطيع أن نقول إن تلك الجرائم وصلت إلى مستوى الظاهرة،ولكن هي اشارت تحذيرية وفقاعات عما هوقادم وهو خطير جدا في ظل انهيار الطبقة الوسطى والفقر والبطالة خاصة اذا د مجنا الموضوع مع ارقام الاحصائيات الرسمية التى أظهرت وجود تراجعا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتحولات بنيوية في النظام الأسري الأردني نتيجة انخفاض معدلات الزواج والمواليد خلال العام الماضي عن سابقه، وارتفاع أعداد الوفيات وحالات الطلاق وأعداد جرائم القتل والانتحار.

والاهم ارتفا ع معدلات جرائم القتل في الأردن خلال العام الماضي بنسبة 19% عن العام ما قبل الماضي، وبفارق يصل إلى 23 جريمة قتل، ذلك بعد أن سجل العام 2009 ، 143 جريمة قتل، مقارنة مع 120 جريمة خلال العام 2008. والخطورة هي في ارتفاع " جرائم الاسرة "خلال السنوات الأخيرة والتى ويجمع بينها خيط واحد هو انها استهدفت أفرادا في الأسرة الواحدة، أو الأسرة كلها، وأن الجاني وهو الأب أو الأخ. والملفت بحسب الاحصائيات ان جرائم القتل المرتكبة من النساء تكون اعنف وأشرس من جرائم الرجل على الرغم من انخفاض نسبة مشاركة المرأة في جرائم القتل ويكون ضحاياها في اغلب الأحيان داخل إطار الأسرة كالزوج والحماة والأبناء.

ويعقب ان مرد ذلك منظومة القيم وتفشى ظاهرة "ثقافة الاستهتار" التي انتشرت في كل شيء، مع ارتفاع الاعباء المعيشية والغلاء والفقر وقضايا الميراث على الاسرة تزداد وتيرة الخلافات بين أفراد الأسر والمجتمع ويشير ان "الإجرام الأسري " داخل النطاق الأسري الواحد, بسبب ما يستجد في الحياة الاجتماعية من ظروف وما يطرأ عليها من متغيرات تترك آثارها في الجريمة, فتغير من شكلها ومن وسائل إتمامها.

وبالنسبة لارتفاع معدلات الجريمة والانتحار، وصف الخبير الاقتصادى سامى شريم انها تعبير عن شعور بالضيق من جملة من التفاصيل الحياتية اليومية ، والتي تدفع الناس الى مزيد من التوتر واحيانا الى عدم تقبل الاخر، والشعور بأن المجتمع بشكل عام يتحمل جزءا من المعاناة التي يعيشها هؤلاء كمرتكبي الجرائم أو المنتحرين،وبالتالي يعبر عن موقفه منها بطريقة عنيفة إما بالاعتداء على الاخرين او بالاعتداء على نفسه مباشرة.

وأضاف شريم إن الفقر والبطالة هما من مخرجات الأوضاع الاقتصادية السائدة والتي تؤثر على الزواج والطلاق وارتكاب الجريمة، والتي تشكل مدخلا مهما لحالة الفراغ التي تنتاب الأوساط الشبابية، وتحديدا العاطلين عن العمل" وتلاقى ذلك مع شيوع ثقافة طلب الكماليات وتحويلها إلى ضروريات وأساسيات في كل بيت وهي أعباء جديدة أضيفت على كاهل الأسرة اوأفرزت أمراضاً اجتماعية.

من جرائم العنف على وجه الخصوص ـ القتل وعلى العموم فان التحولات الاقتصادية السريعة وما صاحبها من تغيرات اجتماعية هزت القيم الاجتماعية الأصيلة من جذورها وعززت القيم المادية مما أدى لضعف الصلات الأسرية.

وتقول احدة التربويات ان هناك شيوع لظاهرة السلبية بين الآباء والأمهات في الأسر المختلفة وهناك " جيل جديد "لا حدود له ولا قيم وليس لديه موروث يتمسك به بل يضع لنفسه عالم آخر من القيم الدخيلة والألفاظ الغريبة التي باتت تتردد بين الشباب وهذا أدى إلى تفشي الظواهر الاجتماعية الغريبة والإجرامية نتيجة لارتفاع القيم الجديدة واعتلالها قمة المجتمع وما يترتب عليه من فساد الذوق, في حين هبطت القيم الايجابية لأن التيار أقوى منها.

وأن الأسرة هي أولى المؤسسات الاجتماعية التي تخلت عن دورها فهي كذلك أولى المؤسسات التي تفشت فيها الجرائم وجنت ثمار العنف في صورة جرائم غاية في القسوة لم تكن متوقعة في مجتمع كان وفي وقت قريب متسامحاً ومترابطاً. وهنا على الأسرة القدرة على التحاور, وان تربى الطفل على عدم اللجوء للعنف لفرض رأيه على الآخرين وتعزير قيم التسامح ولرحمة والهدوء

الله يسترنا ويجيرنا من غضبه يا رب الدنيا اخر وقت يا ناس