بالوثائق ... وزير الثقافة يحرج الدولة الأردنية برفضه استقبال أمير سعودي

وضع وزير الثقافة نبيه شقم الدولة الاردنية باحراج قل نظيره مع المملكة العربية السعودية عندما رفض استقبال امير سعودي يعتبر من اهم امراء السعودية واحبهم للاردن بحجة عدم وجود مخصصات بعد ان كان وزير الثقافة السابق صبري اربيحات وافق على استضافة الامير في امسية شعرية ستقام خلال ايام .

سرايا حصلت على جميع الوثائق التي تؤكد وقوع هذه الحادثة الغريبة عن شيم الاردنيين ومحبتهم للضيف اذ كيف يمكن ان يتخيل اردني ان يعتذر عن استقبال ضيفه بعد ان دعاه بالحاح لزيارته .



بدأت القصة – حسب الوثائق – عندما وجه الشاعر حسن النعيمي رئيس الرابطة الاردنية السعودية كتابا بتاريخ 12/10/2009 موجه لوزير الثقافة السابق صبري اربيحات يطلب فيها استضافة الوزراة لامير سعودي لاقامة امسية شعرية في الاردن حيث تلقى النعيمي على اثرها كتابا رسميا من وزير الثقافة انذاك بتاريخ 17/11/2009 اعلمه فيها اربيحات موافقة الوزارة على ان تقوم الرابطة بدعوة الامير الشاعر خلال شهر شباط 2010 دعما للعلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين لافتا الى ان الوزارة ستقوم بتحمل نفقات استضافة سمو الامير الشاعر وتنقلاته داخل المملكة .



على اثر هذا الكتاب وجه النعيمي بتاريخ 17/11/2009 اي في نفس يوم موافقة الوزارة كتابا للامير السعودي حمل الرقم 140/2009 جاء في نصه ( فانه يسعدنا ويشرفنا دعوة سموكم لاقامة امسية شعرية في عاصمة بلدكم الثاني المملكة الاردنية الهاشمية خلال شهر شباط فبراير من العام القادم او حسب ما ترونه مناسبا واننا على امل اجابة طلبنا هذا بعد موافاتنا بالموافقة خطيا لاتخاذ الاجراءات اللازمة والكفيلة باتجاه هذه الامسية واخراجها بما يليق بمكانة سموكم الكريم .



بتاريخ 17/5/2010 وصل للنعيمي كتاب رسمي من الامير السعودي جاء في نصه ( افيدكم بانه لا مانع لدينا من اجابة دعوتكم لاقامة امسية شعرية في عمان حسب دعوتكم الكريمة لنا املين ان يكون تاريخها بعد شهر رمضان (1431) المبارك باسبوعين باذن الله) .



بتاريخ 20/5/2010 وجه النعيمي كتابا لوزير الثقافة الجديد نبيه شقم بعد تشكيل حكومة سمير الرفاعي جاء فيه ( ارجو اعلامكم انني التقيت صاحب السمو الامير الشاعر (....) في العاصمة السعودية الرياض وطلب مني ابلاغكم تحياته وتقديره وتمنى سمو الامير ان تكون الامسية بعد عيد الفطر باسبوعين لهذا فانني ارجو من معاليكم التكرم بالامر على من يلزم للبدء باتخاذ الاجراءات المطلوبة لاقامة هذه الامسية وكذلك مخاطبة من ترونه من اصحاب السمو الملكي الامراء لرعايتها لافتا في الكتاب اخر حمل تاريخ 8/6/2010 بان الامير السعودي سيحضر بمعيته اربعة اشخاص فقط يوم 25/9/2010 قبل الامسية بيوم وانه سيغادر في اليوم الثاني حيث تم حجز قاعة في المركز الثقافي الملكي لهذا الغرض .



بتاريخ 24/6/2010 جاءت الصاعقة بكتاب حمل الرقم ث/14/4186 موجه لرئيس الرابطة الشاعر حسن النعيمي وموقع من امين عام وزارة الثقافة جريس سماوي جاء فيه : يؤسفني ابلاغكم باعتذارنا عن الاستضافة وذلك بسبب عدم توفر مخصصات مالية ضمن موازنة وزارة الثقافة لهذا العام علما بان قيمة الاستضافة لا تتجاوز 1800 – 2000 دينار فقط لا غير .



لم تنتهي الكارثة عند هذا الحد , فسرايا حصلت على وثائق تؤكد ان النعيمي ذهب بعد ذلك لمقابلة وزير الثقافة نبيه شقم وانه تمكن بعد اربعة ايام من تاريخ الاعتذار من مقابلة الوزير الذي اعترف له انه هو من امر باصدار كتاب الاعتذار حيث حصلت مشادة بين النعيمي والوزير تمتنع سرايا عن ذكر تفاصيل ما جاء فيها من شتائم موثقة في كتاب رسمي وجهه النعيمي لجلالة الملك بهذا الخصوص و حصلت سرايا على نسخة منه مس ( رموزا كبيرة ) .



النعيمي وبعد تلك المشادة استطاع الحصول على دعم مالي من وزير الثقافة السابق صبري اربيحات ومن امانة عمان بقيمة 3 الاف دينار حيث قرر النعيمي التكتم على رفض وزراة الثقافة والمضي في الدعوة.



الكارثة ان النعيمي تلقى بعد ذلك بايام اتصالا هاتفيا من الامير السعدوي قال له حرفيا ( اذا ما كنتوا قد الدعوة .. لا تدعونا ) .

فوجئ النعيمي بهذه المكالمة وطلب من الامير السعودي توضيحا لهذا العتب فابلغه انه تلقى اتصالا هاتفيا من السفير الاردني في الرياض قفطان المجالي يعتذر فيها عن استضافته في عمان .



و بعد أن قام النعيمي بمتابعة القضية مع القنصل الأردني في السعودية تبين أن شقم هو من قام بالاتصال مع سفيرنا في الرياض و طلب منه الاتصال مع الأمير السعودي و الاعتذار منه عن استضافة عمان له في الأمسية المقررة بعد أيام و كان من الممكن أن لا تصل هذه القضية حد الفضيحة لو تم ترك الأمور على ما كانت عليه دون أن يصر ورزير الثقافة على إبلاغ الأمير السعودي عبر السفارة الأردنية في الرياض بعدم رغبة عمان استضافته.



في التفاصيل الاخرى ان النعيمي ارسل جميع الوثائق لمكتب رئيس الوزراء سمير الرفاعي طالبا منه تدارك الوضع والاتصال مع الامير السعودي الا ان مكتب الرفاعي ومنذ اسبوع لم يتحرك الامر الذي اضطر النعيمي توجه رسالة عاجلة لجلالة الملك لوضعه في صورة ما حدث خصوصا و أن مثل هذه الأفعال غير المسؤولة تؤثر سلبا على العلاقات الأردنية السعودية و التي يحرص سيد البلاد على حفظها و تعزيزها على الدوام .

موضوع مميز رائع جداٌ