أبو عصام وأم عصام

عندما يتبختر أبو عصام والسيدة أم عصام فإن أمرا جليلا ولا أقول جللا سوف يقع ، لا لكون هذا الثنائي الجميل مضرب مثل بـ " ابن البلد وبنت البلد " – الفلاح والفلاحة - ولكن لأن في خطوات هذا الرجل الجدلي ، وهذه السيدة المحترمة عبورا نحو الزمن الجميل ، ايام كان المسؤول مواطنا طيبا يكتب بالقلم والورقة ، قبل أن يدخل علينا عصر حليقي الرؤوس ، وحليقات - حريقات – الحرسة .
أبو عصام هو رئيس الوزراء الوحيد الذي ابتكر دخول رئيس وزراء للبرلمان رغم أنه يحمل لقب ( دولة ) .. وها هم أصحاب الدولة يعلنون أنهم يسعون ليكونوا ( نوابا ) كما فعل الروابدة من قبل ، وكما نعتقد أنه سيفعل الآن ، وإن لم يعلن عن ذلك .
قال لي الروابدة ذات يوم : إن النيابة منبر ، وإني لست على استعداد للتضحية بهذا المنبر يوما ما إلا أن يقضي ربي أمرا كان مفعولا ، وحينها أدركت أن أبا عصام لن يتخلى عن البرلمان وإن لم يعلن ذلك للملأ حتى الآن .
شخصيات يعتبرها البعض ( حرسا قديما ) تستعد لخوض الإنتخابات ، منهم الدغمي والسرور والنسور ولربما نعود ونرى العكايلة والخصاونة – هاني – وحسين مجلي ومنصور مراد وغيرهم بمعنى : تلك الوجوه التي شهدناها وشاهدناها في أقوى برلمان بعد عودة الديمقراطية إلى البلاد في العام 1990 .. منهم من أعلن ومنهم من لم يعلن ، وهؤلاء أولى من أغرار السياسة وشيوخ البزنس الذي هبطوا على البرلمان الخامس عشر بالمظلات !! .
أبو عصام ، من ذلك الزمن الذي لا نحب أن يغيب ، وإن كان الرجل مغرورا ، وقاسيا ، وغير ودود مرة ، فإنه في أغلب المرات وفيّ ندي سخي ، مع أنه من أبخل رؤساء الوزرات الذين مروا على البلد ، ولم يسبق له أن منح أي سائل في البرلمان ( فلسا أحمر ) .. فهذا الرجل – ابن الفلاح وابن القرية الطيبة ، علمته الدنيا الإمساك كما يصفه خصومه ، وهي الصفة الوحيدة التي لا يحبها فيه أصدقاؤه ومريدوه .
عزيزنا ابا عصام : شد حيلك ، وافتح يدك وحضر فلوسك ، فقد آن أوان ( الفت ) وكثير من الناخبين لا يأبهون إلا لمن كان على طريقة ( ميرزا ) ..
طري حالك يا دولة الرئيس الأسبق ، ولو كنت مكانك لأقمت عدة دواوين عند مفارق الطرق وفي الوديان والجبال ، فهيك مضبطة بدها هيك ختم ، واسلم لصديقتك .