وللمدينة نيوز كلمة في ما يجري ..

لم يعد خافيا حجم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الأردن حيال المفاعل النووي بإيعاز إسرائيلي مفضوح سبق وكشفه جلالة الملك على رؤوس الأشهاد خلال حديثه لوول ستريت جورنال في وقت سابق .. ولا نعتقد في المدينة نيوز على الإطلاق أن الولايات المتحدة قادرة على الفكاك من الضغوط الصهيونية إلا إن قدم الاردن تنازلات عن دعمه للفلسطينيين في حقهم بدولة مستقلة معترف بها ، وهو موقف – يعني ضمن ما يعني – شأنا أردنيا وطنيا باستراتيجية وجودية تثبت نتيجتها الكينونة الاردنية في وجه التحديات والأراجيف الإسرائيلية عن الوطن البديل أو أي " خيار أردني " مزعوم .
تصريحات وزير الخارجية ناصر جودة أمس لرويترز كانت دبلوماسية بامتياز ، فالوزير أبدى تفاؤلا وإمكانية حل هذا الملف الذي استعدت عدة دول كبرى للإطلاع فيه بمن فيهم الصين وفرنسا وكوريا ، غير أن جودة – الغائب عن الساحة المحلية – مطالب بشرح كامل تفاصيل هذا الملف للأردنيين لكي يفهموا ماذا يجري بالضبط ..
نعيد إلى الأذهان ما انفردت بكشفه المدينة نيوز في حينه عن ضغوط أمريكية على بعض دول المنطقة لكي لا تساعدنا اقتصاديا ، وبالتالي نرضخ لخيار وأد القضية الفلسطينية على أرضنا ، وهو ما اعترف به مسؤولون خليجيون كبار ، غير أن الاردن مضى في نهجه داعما الفلسطينيين وحقهم في الدولة المستقلة غير ملتفت للخلف ، وتمكن من تجاوز المحنة تلو المحنة بفضل إرادة قيادته ووحدة شعبه ، ولئن كانت الضغوط الأسرائيلية – الأمريكية ماضية في غيها لحرماننا من الإستفادة مما منحنا الله من ثروات اليورانيوم وغيره ، فإن الذي يثلج الصدر أن عزيمة الاردنيين لا تلين ، وإن حريتهم في اتخاذ القرار مجربة ، .. المهم : الثبات في الحفاظ على استقلال القرار وعدم الرضوخ للضغوط في أي شأن من شؤون مصالحنا العليا ، والعاقبة للأردن بإذن الله .