تفاقم ازمة السير في عمان ودعوات لحلول عاجلة

ليس لدى العمانيين سوى الصبر في مواجهة ازمة السير المزمنة في مدينتهم والمناطق المحيطة بها ، وقد ارتفعت امس وتيرة الازدحام والاختناق المروري في شوارع عمان الممتدة من صويلح شمالا حتى العبدلي في وسط عمان وشوارع المدينة المنورة ومكة ووصفي التل ، فاتخذت السلطات المعنية اجراءات فورية ادت الى تخفيف ازدحام السير على الطرق المختنقة بالمركبات

فالذي اتضح ان حل الازدحام المروري في بعض شوارع عمان ليس سهلا على الاطلاق لتشعبه وتركزه في شوارع رئيسة كبرى ومداخل مدينة عمان ، سواء كان السير قادما من الزرقاء اوالسلط اوعبر طريق المطار ، وحتى غرب عمان وشرقها.

وتفاقمت زحمة الشوارع امس مع بدء الدوام الجامعي وقبله الدوام المدرسي ، لدرجة ان الازمة باتت شبه طبيعية في حياة العمانيين اليومية ، لكن ان تستغرق رحلة العودة من وزارة التربية والتعليم في العبدلي لمركز جريدة الدستور في شارع الملكة رانيا عبدالله اكثر من 45 دقيقة ، فهذه مشكلة حقيقية باتت تستدعي تدابير استثنائية وحلولا عاجلة تتوافق مع تطور المدينة السكاني والعمراني.

المواطنون سجناء سياراتهم لاكثر من ساعتين اوثلاث نهار كل يوم ، فأرتال طويلة من المركبات من مختلف الاحجام والالوان والموديلات تصطف الى ما لانهاية ، الرجال يضجرون ويصرخون والاطفال يبكون والنساء وهن في اغلبهن موظفات في القطاعين العام والخاص يتأففن ضجرا لتأخرهن عن موعد اعداد الغداء او احضار اطفالهن من المدارس.

ابواق السيارات تصدح حتى تكاد تصم الاذان.. ساعات طويلة والمشهد هو هو يتكرر في اكثر من شارع في عمان ، ولكن الوضع كان يوم امس مختلفا مع خروج المواطنين صباحا من منازلهم لمراكز عملهم وعودتهم عند ساعات الظهر ما بين ساعتي الثانية والرابعة.

. الازدحام والاختناق المروري لم يقتصر على منطقة او شارع دون سواه ، والوضع في مداخل مدينة عمان الشمالية وطريق المطار لم يكن افضل بكثير من المدخل الجنوبي للمدينة ، المعاناة واحدة ومظاهر الازدحام ذاتها ومشوار العودة للمنزل اوالعمل يستغرق ساعات واكثر في بعض الحالات.

في مدخل الطريق الواصل بين صويلح شمالي عمان وشارع الملكة رانيا العبدالله ، بدأت ازمة المركبات من مركز صويلح مرورا باشارة الدوريات الخارجية وصولا الى دوار الداخلية ، وما بين تقاطع جسر السيفوي ودوار الواحة مشهد مروري لا يقل سوءا عن غيره.

اما الطريق الشرقي الواصل بين محافظة الزرقاء ومدينة عمان عبر شارع صرح الشهيد ، فكانت ايقاعات الازدحام اكثر تلونا مقارنة ببقية الشوارع ، حيث بقيت ارتال السيارات والشاحنات والمركبات بالمئات تمتد من اشارة فندق الارز حتى دوار المدينة الرياضية لاكثر من نصف ساعة.

وفي الازمة المرورية اذا اراد احد ان يتجنب الاحتناق المروري من شدة الحر ، ويفتح نوافذ المركبة لاستنشاق الهواء فان روائح الدخان والسموم المنبعثة من طوابير المركبات تحاصره وتلاحقه حتى يغلق النافذة ، مفضلا تحمل الحر على استنشاق السموم.

المواطنون العالقون وسط الازدحام المروري رغما عنهم ، تورطوا في اشياء كثيرة ، فعدا "حرق الاعصاب"والإرهاق والتوتر جرّاء الانتظار الطويل ، ربما يجد نفسه وسط اشتباك بين سائقين ، اقلها يكون لفظيا.