8 آلاف أسير فلسطيني وعربي في إسرائيل يقرعون جدران الضمير لإيقاظ ضمير العالم

يقرع زهاء 8 آلاف أسير ومعتقل فلسطيني وعربي، يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ويبدأون إضرابا عن الطعام اليوم، جدران الضمير العالمي برسالة مفادها "الحرية للأسرى"، لإيقاظ ضمير المجتمع الدولي الصامت.

وهذا الإضراب الذي يتزامن مع الذكرى 36 ليوم الأسير الفلسطيني التي انطلقت في 17 نيسان (إبريل) 1974، هو الثاني من نوعه خلال الشهر الحالي الذي شهد إضرابا آخر للأسرى في اليوم السابع منه.

ويمتد الإضراب طيلة الشهر الحالي، إذ سيمتنع فيه المعتقلون عن استقبال زيارات الأهل والأقارب، بقرار مشترك بينهم وبين ذويهم، احتجاجا على ممارسات الاحتلال العدوانية تجاه الأهالي، ورفضا لظروف الاعتقال الصعبة التي يرزحون تحت وطأتها.

ويشكل هذا الإضراب تعبيرا نضاليا وطنيا ضد الاحتلال، للمطالبة بالإفراج عن "نحو 8200 أسير ومعتقل فلسطيني وعربي، منهم قرابة 340 طفلا و34 أسيرة، فضلا عن 15 نائبا من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني"، وذلك بحسب حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ووفق إحصائيات وزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية.

في هذا السياق، اعتبر الأسير الفلسطيني المحرر سعيد العتبة، الذي قضى أطول فترة اعتقال في السجون عبر التاريخ، أن "تخصيص هذا اليوم للاحتفاء بيوم الأسير الفلسطيني، يشكل تكريما وطنيا شاملا لنضالات الأسرى الفلسطينيين، ودورهم الكفاحي والصمودي والبنائي في مضمار الحركة الوطنية الفلسطينية على امتداد عشرات السنين".

وقال العتبة، عميد الأسرى الفلسطينيين، الذي تحرر في شهر آب (أغسطس) 2008 ضمن 200 أسير، إلى "الغد" خلال وجوده في عمان مؤخرا إن "حرص القيادة والشعب الفلسطيني على تكريم الأسير في هذا اليوم، يأتي تأكيدا للموقف الفلسطيني المطالب بتحرير الأسرى".

إلى ذلك، كشف أسيران محرران أردنيان عن ألوان القهر والعذاب الذي تعرضا له في سجون الاحتلال الإسرائيلي، على أيدي الجنود الإسرائيليين.

ويقول أنس أبو خضير (30 عاما) موظف في نقابة المهندسين، ورب أسرة، وواحد من 33 أسيرا أردنيا، أطلق سراحهم من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي بعد أعوام من التعذيب والإذلال، إنه ما يزال يتذكر "كل أسير في المعتقلات الإسرائيلية عموما، والأسرى الأردنيين خصوصا".

ويحكي عن "عمليات التفتيش التي يخضع لها الأسير ليلا نهارا، وتعريته أثناء ذلك، من دون مبرر، بل لزيادة الضغط النفسي عليه لإذلاله"، مبينا أنه يتم "منع المعتقلين من أداء شعائرهم الدينية".

أبو خضير الذي اعتقل منذ 8-8-2006 وحتى 13-9-2009 لن ينسى العقوبات التي يتعرض لها الأسير، وبخاصة الحبس الانفرادي، والتعذيب الجسدي والإهانات اليومية.

وأوضح أن الحبس الانفرادي لا يقتصر على عزل الأسير عن محيطه الخارجي فحسب، بل وعن رفاقه الأسرى، ما يضيق الخناق عليه.

وعن منع أهالي الأسرى من زياراتهم، بخاصة الأسرى الأردنيين، يبين أبو خضير أن فرصة الزيارات لهم تصل إلى مرة واحدة كل 2-3 أعوام، مبينا أن سلطات الاحتلال تتعمد ذلك، كوسيلة أخرى للضغط النفسي على الأسرى.

وتعرض أبو خضير لألوان من التعذيب البشعة، كغيره من الأسرى الفلسطينيين والأردنيين والعرب في سجون المحتل، ومنها "الشبح"، وهو تعذيب جسدي يتم غالبا بعد مرحلة التحقيق مع الأسير وهي من أصعب المراحل.

كما خاض المهندس مازن ملصة (34 عاما)، تجربة اعتقال في السجون الإسرائيلية منذ العام 2001 وحتى 2007، وتحدث عن الـ 144 يوما الأولى أثناء التحقيق، التي يرى ملصة أنها أصعب مرحلة يخوضها الأبطال الأسرى، كما يحب أن يسميهم، "إذ يكون المعتقل أثناءها في عالم يسمى قبور الأحياء، وعندما يخرج منه يشعر بأنه شبه مفرج عنه، نصف ترويحة".

ويروي ملصة نبذة عن حال الأسير البطل في هذه المرحلة، فبداية يعرونه من ملابسه ويستبدلونها بملابس بنية اللون، انعكاسا لصفة "التشاؤم" عند الجنود، من ثم يضعونه في غرفة رمادية اللون ذات إضاءة خافتة جدا، تفتقر إلى النوافذ وتسودها الرطوبة العالية والروائح الكريهة المنبعثة من دورة مياه موجودة في الغرفة ذاتها.

ويضيف "ونحن هناك، لا نعرف النهار من الليل، إلا عن طريق وصول وجبات الطعام التي تقدم لنا، والتي هي أطعمة لا تستسيغها الحيوانات، يتعمدون تقديمها لنا لتحطيم إنسانيتنا".

ويبين ملصة أنه أثناء عملية التحقيق، يحرم الأسير من النوم لأنه "تتم مناوبة محققين كل 8 ساعات عليه خلال اليوم، بمصاحبة عمليات تعذيب جسدي ومعنوي وابتزاز وتوهيم بأن والدة الأسير أو زوجته موجودة في الزنزانة المجاورة وتتعرض إلى تعذيب وفور اعترافه سيريحها من كل تعذيب".

الله يفك سجنهم