تعلم التفكير

بسم الله الرحمن الرحيم



المحتوى

- مقدمة
- مفهوم التفكير
- أهداف تعليم مهارات التفكير
- أنماط التفكير
- عوامل نجاح تعليم التفكير
- طرق وأساليب فاعلة في تنمية التفكير
- معوقات تعليم مهارات التفكير



مقدمة:

يتفق معظم الناس على أن التعليم من أجل التفكير أو تعليم مهارات التفكير هدف مهم للتربية، وأن المدارس يجب أن تفعل كل ماتستطيع من أجل توفير فرص التفكير لطلبتها، وأن المعلمين يريدون لطلبتهم التقدم والنجاح، وأن كثيرين منهم يعتبرون مهمة تطوير قدرة كل طالب على التفكير هدفا تربويا يضعونه في مقدمة أولوياتهم، وعند صياغتهم لأهدافهم التعليمية تجدهم يعبرون عن آمالهم وتوقعاتهم في تنمية استعدادات طلبتهم كي يصبحوا قادرين على التعامل بفاعلية مع مشكلات الحياة المعقدة حاضرا ومستقبلا. ولكن الفرق بين ما نقول أننا بريد تحقيقه في تعليمنا وبين النتاجات الفعلية لهذا التعليم كما تعكسها خبرات طلبتنا في مختلف المراحل الدراسية كبير للغاية. وتشير البيانات والوقائع أننا نخرج أعدادا هائلة من الطلبة الذين تتجلى خبراتهم بصورة أساسية في تذكرواستدعاء المعلومات، بينما يفتقرون بشكل ملوحظ إلى القدرة على استخدام تلك المعلومات في التواصل إلى اختيارات أو بدائل أو قرارات مستنيرة.



مفهوم التفكير

التفكيرهو: "التقصي المدروس للخبرة من أجل غرض ما"
وقد يكون الغرض هو الفهم، أواتخاذ القرار، أوالتخطيط، أوحل المشكلات، أوالحكم على الأشياء، أو القيام بعمل ما، وهلم جرا....


أهداف تعليم مهارات التفكير

لقد أورد مجموعة من الباحثين ومنهم( زيتون، 1422 ) أهدافا عديدة لتعليم التفكير منها:
- أن التفكير يسهم في زيادة الإيمان بالله تعالى.
- مساعدة الطالب ليكون متعلما تعلما ذاتيا.
- زيادة ثقة الطالب بنفيه لتحقيق ذاته واكتشاف قدراته.
- التكيف الإيجابي للطالب مع بيئته.
- مساعدة الطالب على معالجة وإنتاج المعرفة.
- زيادة قدرة الطالب على حل مشكلاته.
- تنمية قدرة الطالب على التعامل مع مواقف الحياة بشكل أفضل.



أنماط التفكير:

هناك أنماط عديدة للتفكير نذكر بعضها بشئ من التوضيح:
1- التفكير الأساسي:
وهو مجموعة من المهارات والأنشطة العقلية ذات مستوى تعقيد أقل، وتعد عملية إتقانه ضروريا لأشكال التفكير الأخرى. وله عدة مهارات : الملاحظة- تحديد الأهداف – التخطيط – التلخيص – الربط – جمع المعلومات – معالجة الأفكار- اقتراح البدائل- المقارنة- التحليل – اتخاذ القرار.



2- التفكير العلمي:
وهو تفكير منظم يستخدم فيه مالديه من معارف وخبرات ومهارات لدراسة موقف أوظاهرة للتعرف على خصائصها وتحليلها واكتشاف العلاقات القائمة بينها. ويشمل التفكير العلمي على عدد من المهارات منها: الإحساس بالمشكلة – جمع المعلومات عن المشكلة – وضع الفروض – فحص الفروض – اختيار الحل المناسب من الفروض - تطبيق الحل – الوصول إلى نتيجة.

3- التفكير الإبداعي:
هو القدرة العقلية على التفكير في عدد من الأفكار والمواقف حيث توجد مشكلة أو الحاجة إلى أفكار جديدة، وهو نشاط عقلي يتصف بالمرونة ويؤدي إلى إنتاج يتصف بالإبتكار والجدة. ومن مهاراته: الطلاقة – المرونة – الأصالة – التوسع.

4- التفكير الناقد:
هو نشاط عقلى يقوم الفرد من خلاله بفحص المواقف والمعطيات استنادا لمعايير أو ضوابط محددة، ومن ثم الوصول إلى قرارت أوأحكام أو علاقات جديدة. وله ثلاث أنواع: التفكير الاستقرائي – التفكير الاستنباطي – التفكير التقويمي.



عوامل نجاح تعليم التفكير:

أولا: المعلم

أدوار المعلم من أجل التفكير:
1- الاستماع للطلبة:
إن الاستماع للطلبة يمكن المعلم من التعرف على أفكار الطلبة عن قرب. ومع أنه نشاط قد يستهلك جزءا لابأس به من وقت الحصة، إلا أنه ضروي لإظهار ثقة المعلم بقدرات طلبته واحترامه لهم، وإتاحة الفرصة أمامهم للكشف عن أفكارهم.

2- تشجيع المنافسة والتعبير
يحتاج الطلبة إلى فرص للتعبير عن ارائهم ومناقشة وجهات نظرهم مع زملائهم ومع معلميهم. وعلى المعلم أن يهيئ لطلبته فرصا للنقاش ويشجعهم على المشاركة وفحص البدائل واتخاذ القرارات.



3- تشجيع التعلم النشط
التعلم النشط يعني ممارسة الطلبة لعمليات الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتفسير وفحص الفرضيات والبحث عن الافتراضات والانشغال في حل مشكلات حقيقية.

4- تقبل أفكار الطلبة
عندما يتقبل المعلم أفكار الطلبة، فإنه يؤسس بذلك بيئة صفية تخلو من التهديد وتدعو الطلبة إلى المثابرة والمخاطرة والمشاركة وعدم التردد في التعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم.

5- إعطاء وقت للتفكير
عندما يعطي المعلم طلبته وقتا كافيا للتفكير في المهمات أو النشاطات التعليمية، فإنه يرسخ بذلك بيئة محفزة للتفكير التأملي وعدم التسرع والمشاركة.

6- تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم
المعلم مطالب بتوفير فرص لطلبته يراكمون من خلالها خبرات ناجحة في التفكير حتى تنمو ثقتهم بأنفسهم وتتحسن قدراتهم ومهاراتهم الفكرية.

7- إعطاء تغذية راجعة ايجابية
يحتاج الطلبة عندما يمارسون نشاطات التفكير إلى تشجيع المعلم ودعمه حتى لا

8- تثمين أفكار الطلبة
من الطبيعي أن يواجه المعلم مواقف كثيرة عندما يكون التركيز على تعليم التفكير في صفوف خاصة بالطلاب الموهوبين أوالمتفوقين. والمعلم الذي يهتم بتنمية تفكير طلابه لايتردد في الاعتراف بأخطائه، أو التصريح بأنه لايعرف الإجابة على سؤال ما. كما أنه لايتوانى عن التنويه بقيمة الأفكار التي يطرحها الطلاب.

ثانيا: البيئة المدرسية والصفية
تمثل البيئة المدرسية والصفية الإطار العام الذي تنصهر داخله مكونات العملية التربوية المختلفة. وتؤكد الدراسات حول الفاعلية ا لمدرسية أن درجة الانسجام والتكامل بين هذه المكونات تتأثر مباشرة بالخصائص العامة للبيئة المدرسية والصفية ومن هذه الخصائص:
1- المناخ المدرسي العام ويشمل على:
- تقبل واحترام التنوع والاختلاف في الأفكار والاتجاهات.
- تقبل النقد البناء واحترام الرأي الاخر.
- ضمان حرية التعبير والمشاركة با لأخذ والعطاء.

2- مصادر التعلم وفرص اكتشاف المواهب
تعد البيئة المدرسية الغنية بمصادر التعلم وفرص اكتشاف ما لدى الطلبة من استعدادات واهتمامات من أهم مكونات لبرامج المدرسة التي تهدف إلى تنمية التفكير والإبداع.

ثالثا: ملائمة النشاطات التعليمية لمهارات التفكير
يجب على المعلم أن يراعي القواعد الاتية عند اختيار النشاطات الملائمة:
1- ملائمة النشاط لمستوى قدرات الطلبة واستعداداتهم وخبراتهم.
2- وضوح أهداف النشاط.
3- علاقة نشاط التفكير بالمناهج التي يدرسها الطلبة.

رابعا:استراتيجية تعليم مهارات التفكير
تتألف الاستراتيجية المباشرة لتعليم مهارات التفكير من عدة مراحل هي:
1- عرض المهارة بإيجاز
2- شرح المهارة
3- توضيح المهارة بمثال يختاره المعلم من الموضوع الذي يعلمه أو غيره من الموضوعات
4- مراجعة خطوات التطبيق التي استخدمها المعلم في المثال التوضيحي
5- تطبيق المهارة من قبل الطلبة بمساعدة المعلم
6- المراجعة والتأمل في الخطوات السابقة



طرق وأساليب تدريسية فاعلة في تنمية التفكير

1- التعلم حتى الإتقان: الذي يسعى إلى جعل المتعلم يتعلم أقصى مايمكن أن يتحقق من تعلم ليصبح قادرا على الاستمرار في التعلم بفاعلية.

2- المناقشة: وهي طريقة تعتمد على مشاركة الطلاب مشاركة فاعلة في الموقف التعليمي.

3- تمثيل الأدوار: عملية يقوم الطلاب من خلالها بتمثيل بعض المواقف، وتقمص بعض الشخصيات من أجل اكتساب الخبرة في الموقف التعليمي.

4- أسلوب حل المشكلات: وهونشاط ذهني منظم للطالب يبدأ باستثارة تفكير الطالب بوجود مشكلة ما تستحق التفكير، والبحث عن حلها وفق خطوات علمية، ومن خلال ممارسة عدد من النشاطات التعليمية.

5- أسلوب العصف الذهني: وهي عملية يقوم فيها الطلاب بإطلاق العنان للتفكير بحرية تامة في مسألة أومشكلة ما بحثا عن أكبر عدد م الحلول الممكنة واختيار المناسب منها بعد مرحلة فرز وتقويم جماعية.

6- التعلم بالاكتشاف:وهو أسلوب تعليمي يستطيع الطالب من خلاله التفاعل مع بيئته واكتشاف الأشياء بشكل مباشر يمكنه من الإجابة على التساؤلات ومناقشة الأمور وإجراء التجارب العملية المختلفة ومن ثم التوصل إلى النتائج.


معوقات تعليم التفكير
معوقات خاصة بسلوك المعلم داخل حجرة الصف"
1- الكتاب المدرسي هو المرجع الوحيد للمعلم في أغلب الأحيان.
2- المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف، وهو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت الحصة والطلبة خاملون.
3- نادرا مايبتعد المعلم عن السبورة أويستخدم التقنيات والأساليب الحديثة في الوصول للمعلومات كالبحث والاستقصاء والنقاش.
4- اعتماد المعلم على عدد محدود من الطلبة يوجه إليهم أسئلته دائما لإنقاذ الموقف والإجابة عن السؤال الصعب.
5- تفضيل المعلم للطالب الذكي وعدم تفضيله للطالب المبتكر.
6- المعلم لايتقبل الأفكار الغريبة أو الأسئلة الخارجة عن موضوع الدرس, بل أحيانا يعاقب التلميذ على التساؤل والاكتشاف ويسخر منه.
7- معظم أسئلة المعلم من النوع الذي يتطلب مهارات تفكير متدنية ونادرا ما يسأل أسئلة تبدأ بكيف؟ ولماذا؟ وماذا؟

شكرا برهوك على مرورك